لذلك فإن الله يحذر عباده من أيّة حالة من حالات التمرد عليه (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) بالقتال.
* * *
أمر بقتال كافة المشركين
(وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) بجميع فصائلهم وعشائرهم (كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) بجميع تجمعاتكم ، فلا يتركون أحدا من شرّهم وعدوانهم ، فإن ذلك هو السبيل للقضاء على الشرك ، بالقضاء على كل عوامل نموّه وتطوّره وسيطرته على حركة الواقع الفكري والعملي ، كأسلوب دفاعيّ من جهة ، ووقائيّ من جهة أخرى ، من أجل أن يكون الدين كله لله ، وأن تنطلق المسيرة الإسلامية في الاتجاه السليم ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) الذين يقفون عند حدود الله في ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه ، والذين يخافون عقابه ، ويرجون ثوابه ، ويحبون طاعته التي تؤدي إلى رضاه ، ويرفضون معصيته التي تؤدي إلى سخطه ، فيأخذون بأسباب القتال في الزمن الذي أراد الله لهم فيه القتال ، ويتوقفون عن ذلك في ما لم يرد لهم فيه القتال.
* * *
النسيء زيادة في الكفر
(إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) وامتداد فيه بتغيير شريعة الله من عند أنفسهم في ما لم يأذن به الله ، فيتصرّفون من خلال ذلك ، على أساس أنه