نقض العهود والذمم
(لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) لأنهم لا يجدون في العهود التي أعطوها ، ملزما لهم في حساب المسؤولية ، بل يجدون فيها فرصة سانحة لخداعهم والاحتيال عليهم من خلال الإيحاء لهم بعلاقات الأمن ، فهم يعيشون روحيّة العدوان ، وينتهزون الفرصة للخيانة ، ليمارسوها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، مما لا يجعل من نقض العهد معهم في مثل هذا الجو ، حالة عدوان عليهم ، بل الأمر بالعكس من ذلك ، في ما يمثلونه من عدوان على الحياة وعلى الناس ، (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) الذين لا مكان لهم في ساحة المجتمع الذي يحترم عهوده ومواثيقه ، وإرادة الخير في الإنسان. وتلك هي القضية ، في مواقع الشرك الحاقد المتمرّد المعتدي.
* * *
شروط الدخول في الإيمان
أمّا إذا تغيّرت الحال وابتعدوا عن ذلك ، وشعروا بالإيمان ، فكرا يتحرك في ممارساتهم ، وهدفا ينطلق في أهدافهم ، فإن الموقف يتغيّر ، وسيكونون تماما كالمؤمنين المخلصين الملتزمين ، (فَإِنْ تابُوا) عن الشرك والضلال (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) التي تمثل صدق التوبة وعمق الإيمان وصفاء الروحيّة الخاشعة أمام الله وحركة العبودية له ، المنطلقة مع جوّ الحرية أمام الآخرين ، (وَآتَوُا الزَّكاةَ) التي توحي بروحية الإنسان المؤمن الذي يتحسس آلام الحرمان في حياة الناس ، فيعبد الله بالعطاء الذي يقدمه إليهم ، في ما يمثله