الحوار المفتوح للاهتداء إلى الحقيقة
وقد استطاع الإسلام أن ينجح في هذا الأسلوب الضاغط على مجتمع الشرك ومسيرته ، فلم يمض وقت قصير ، إلا وكان المشركون يدخلون في الإسلام تحت تأثير هذا الجوّ الحاسم ، من البراءة الحاسمة التي انطلقت من الله ورسوله ، مما يجعل لها قوّة التأثير على الشعور والوجدان ، ويدفع بالإنسان المشرك إلى التفكير بطريقة حازمة ، لا تحتمل الكثير من حالات اللّامبالاة أو الاسترخاء أو اللف والدوران. ولم تنقل لنا السيرة ، عن حالات معينة ، قليلة أو كثيرة ، اضطرّ المسلمون فيها إلى أن يواجهوا مشركا متمرّدا ، بعمليّة قتل أو ملاحقة أو حبس ، بل رأينا القضية تتحرك في الاتجاه الصحيح بطريقة طبيعيّة هادئة.
وقد لا يكون البعض من هؤلاء مقتنعا بالإسلام كل الاقتناع ، لا لشبهة دخلت في فكره ، بل لأنه لا يريد أن يخضع حياته لالتزام دينيّ معين ، كما نجده في الكثيرين الذين يريدون أن يعيشوا الحياة خارج نطاق الانتماء ، ليأخذوا حريتهم في ما يشتهون أن يفعلوه أو يتركوه ، ولكن الإسلام كان يريد لأمثال هؤلاء أن يعيشوا الانفتاح على الإسلام من خلال الأجواء النظيفة الطاهرة التي تخضع لسيطرة الإسلام ، بعيدا عن أيّة سيطرة أخرى ضاغطة في اتجاه تنمية الكفر والشرك في نفوس المشركين والكافرين ، مما يقودهم إلى المزيد من التفكير والتأمل الذي ينتهي بهم إلى الإسلام ، في نهاية المطاف. وقد وجدنا بعضا من هؤلاء ممن حسن إسلامه وقوي إيمانه ، بعد أن اكتشف الجانب المشرق في الإسلام الذي يضيء فكره وروحه وقلبه ، وابتعد عن الأجواء المضادّة المظلمة التي تثير فيه الكثير من هواجس الانحراف والضلال.
وإذا كان البعض من الناس يثير مسألة الحرية أمام مثل هذه الإجراءات