تعبئة المسلمين للقتال
وتنفتح المعركة بين المسلمين والكافرين في ساحة المواجهة الحاسمة الصعبة في أكثر من صعيد ، ويبدأ الرسول الدعوة إلى الجهاد بأساليب عديدة ، من أجل أن يتحوّل الموقف لدى المسلمين إلى ما يشبه حالة الاستنفار القصوى التي تجمع الجميع في خطّ المواجهة ، لأنّ قضيّة الجهاد في الإسلام ليست من القضايا الجانبيّة التي تحتمل الوقوف منها موقف اللّامبالاة أو الهروب ، بل هي من القضايا المصيرية التي يجب أن يواجهها المؤمن بإيجابيّة منفتحة ومواقف ثابتة ، ولكن بعض المسلمين القلقين في إيمانهم الضعفاء في إرادتهم ، يحاولون التهرب من الانطلاق بعيدا في هذا الخط ، خوفا من نتائجه على الحياة ، ويحاولون التماس الأعذار لأنفسهم في ذلك كله. وهذا هو الذي جعل القرآن يوجّه إليهم اللوم والإنذار بشدّة ، من أجل أن يثير فيهم مكامن الشعور العميق ليهزّها من الأعماق في عملية توعية وإيحاء. فكيف عالج القرآن ذلك؟
* * *
لوم على التثاقل للقتال
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ) في النداء الذي يوجّهه رسول الله إلى المسلمين عند اشتداد المشاكل ، وقسوة التحديات ، وصعوبة الأوضاع الإسلامية ، إذا دهمهم خطر يهددهم ويهدد وجودهم وحرّيتهم ، فكان لا بدّ من مواجهته بالقوى المسلمة التي تتجمع في وحدة الموقف لتجابه ذلك كله في