مهما كان غاليا ، ومهما كان عظيما في تأثيره.
* * *
عصبية القرابة
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ) الذين تربطكم بهم عاطفة القرابة (وَأَزْواجُكُمْ) اللواتي ترتبطون معهن بعلاقات المحبة والشهوة (وَعَشِيرَتُكُمْ) في ما توحي به من عصبيّة عائليّة اجتماعية ، (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) وذلك كناية عن المصالح المادية (وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها) في الجانب الاقتصادى المتحرك (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها) لأنها تثير جوا حميما يتصل بعلاقة الإنسان بالأرض وبالبيت ، وبما تعنيه له من الاستقرار والراحة (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ) في ما تتخذونه من مواقف مضادة عند الخط الفاصل بين ما يريده الله وما يريده الأقرباء ، وما تفرضه المصالح الاقتصادية (فَتَرَبَّصُوا) وانتظروا النتائج الصعبة التي تنتظركم من جرّاء ذلك (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) وحكمه فيكم. وربما كان في هذا الإبهام ما يوحي بالخطورة الكبيرة التي تجعل الإنسان يحسب حساب كل شيء يمكن أن يحدث .. (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ (١) الْفاسِقِينَ) الذين اختاروا الفسق على الإيمان ، بعد أن أقام الله عليهم الحجة القاطعة ، فتركهم لضلالهم الذي أرادوه لأنفسهم ، بكل قصد وإصرار.
* * *