لمن له قرابة بالله ، لتكون تلك القرابة أساسا للإفاضة الإلهية عليه في ما يريد أن يقوم به من أعمال صعبة وقدرات غير عاديّة.
وهكذا خيّل إليهم أو إلى بعضهم ، بأنه ابن الله ، كما خيل للنصارى أن عيسى ابن الله بسبب ما تميّز به من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص. وربّما كانت هذه الكلمة منهم مظهر تعظيم ، لا قضيّة عقيدة ، وربما كانت لونا من ألوان التطوّر الخرافي للتعظيم الذي عاشوه في ما عايشوه من المجتمعات الكافرة المشركة الوثنيّة التي كانت تعتبر الملائكة بنات الله ، أو تعتبر الجنّ كذلك ، أو في غير ذلك من العقائد التي كانت تجعل بين الله وبين بعض خلقه نسبا ، لأنهم لا يعتبرون أن العظمة يمكن أن تكون حالة ذاتية لدى الشخص العظيم ، أو هبة من الله له في ما اقتضته حكمته ، بل يرونها امتيازا لا يتحقق إلا من خلال الصفة الغيبيّة التي ترتبط بالقرابة الإلهية ، انطلاقا من حالة التخلّف الفكري الذي يعمل على أن يربط كل شيء بالغيب حتى يتحوّل الغيب عنده إلى حالة حسيّة عضويّة في وجود هذا الإنسان العظيم.
وهكذا توجد الأسطورة في خيال هؤلاء ، وتنطلق الصنميّة لتوحي للخرافيين بأن هناك سرا في هذا الوثن أو ذاك ، وأن هناك علاقة ما بينه وبين الله. إنه الانحراف في التصوّر الذي يبدأ في الذهن حالة من التعظيم الشعوري ، ليتحوّل إلى حالة من التقديس الفكري ، ويتطور ـ بعد ذلك ـ إلى عبادة في ما يعبد الناس من عظمائهم ، أو إلى تقييم أسطوري ، في ما يعطيه الناس لهم من قيمة متطرفة تجعل منهم شخصيات غيبيّة في مستوى الألوهة ، أو في ما يقرب منها في أجواء الأسرار الضبابيّة التي لا يفهمون منها أيّ شيء معقول.
* * *
تأليه عزيز
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) إذ اعتبروه مظهرا للقدرة الخارقة التي لا