هذا الكتاب الذي فقد أنه مظنون كان على تحقيق المحقّق الكبير داكتر لائت فت ، كتابا كتبه موسى عليهالسلام بأمر الله بعد ما كسر عماليق على طريق التذكرة ليوشع. فيعلم أن هذا الكتاب كان مشتملا على بيان حال هذا المظفّر ، وعلى بيان التدابير للحروب المستقبلة ، وما كان إلهاميّا ولا جزءا من الكتب القانونية». انتهى. ثم قال في الضميمة الأولى من المجلد الأول : «إذا قيل إن الكتب المقدسة أوحيت من جانب الله ، فلا يراد أن كل لفظ والعبارة كلها من إلهام الله. بل يعلم من اختلاف محاولة المصنّفين واختلاف بيانهم ، أنهم كانوا مجازين أن يكتبوا على حسب طبائعهم وعاداتهم ومفهومهم. واستعمل علم الإلهام على طريق استعمال العلوم الرسمية. ولا يتخيّل أنهم كانوا يلهمون في كل أمر يبيّنونه أو في كل حكم كانوا يحكمون به». انتهى ملخصا. ثم قال : «هذا الأمر محقّق أن مصنّفي تواريخ العهد العتيق كانوا يلهمون في بعض الأوقات».
السادس : قال جامعو تفسير هنري واسكات في المجلد الأخير من تفسيره نقلا عن الكزيدر كينن يعني الأصول الإيمانية لألكزيدر : «ليس بضروري أن يكون كل ما كتب النبي إلهاميّا أو قانونيّا ، ولا يلزم من كون بعض كتب سليمان إلهاميّا أن يكون كل ما كتبه إلهاميّا. وليحفظ أن الأنبياء والحواريين كانوا يلهمون على المطالب الخاصّة والمواقع الخاصّة». انتهى. والكزيدر كتاب معتبر عند علماء بروتستنت ، ولذلك تمسك به الفاضل وارن بروتستنت في مقابلة كاركرن كاتلك في صحة الإنجيل وعدمها. وكون التفسير المذكور معتبرا عندهم غير محتاج إلى البيان.
السابع : النسائي كلوييديا برتنيكا كتاب اتفق على تأليفه كثيرون من علماء إنكلترة فألّفوه وقالوا في الصفحة ٢٧٤ من المجلد الحادي عشر في بيان الإلهام هكذا : «قد وقع النزاع في أن كل قول مندرج في الكتب المقدسة هل هو إلهامي أم لا؟ وكذا كل حال من الحالات المندرجة فيها. فقال جيروم كروتيس وارازمس وپروكوپيس والكثيرون الآخرون من العلماء : إنه ليس كل قول منها إلهاميّا». ثم قالوا في الصفحة ٢٠ من المجلد التاسع عشر من الكتاب المذكور : «إن الذين قالوا إن كل قول مندرج فيها إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة». ثم قالوا : «إن سألنا أحد على سبيل التحقيق أنكم تسلّمون أي جزء من العهد الجديد إلهاميّا؟ قلنا : إن المسائل والأحكام والأخبار بالحوادث الآتية التي هي أصل الملّة المسيحية لا ينفكّ الإلهام عنها. وأما الحالات الأخر فكان حفظ الحواريين كافيا لبيانها».
الثامن : إن ريس كتب بإعانة كثير من العلماء المحقّقين كتابا اشتهر بانسائي كلوييديا ريس ، فقال في المجلد التاسع عشر من هذا الكتاب : «إن الناس قد تكلموا في كون الكتب