من أن يؤذي أحدا من أولادي الصغار». انتهى. فيدّعون أن كليمنس نقلها من الآية ٢٤ من الباب السادس والعشرين ، والآية ٦ من الباب ١٨ من إنجيل متّى ، والآية ٤٢ من الباب ٩ من إنجيل مرقس ، والآية ٢ من الباب ١٧ من إنجيل لوقا. وهذه الآيات هكذا : ٢٤ باب ٢٦ متى «إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب في حقّه ، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد». الآية ٦ باب ٢٨ متى «ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلّق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجّة البحر» ٤٢ باب ٩ مرقس «ومن أعثر أحد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوّق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر» الآية ٢ باب ١٧ لوقا «خيرا له لو طوّق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار». وقال لاردنر في الصفحة ٣٧ من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة ١٨٢٧ بعد نقل عبارة كليمنس ونقل عبارات الأناجيل هكذا : «نقلت الألفاظ عن الأناجيل المتعدّدة في المقابلة ليعرف كل شخص معرفة جيدة. لكن الرأي العامّ أن الجزء الأخير من هذه العبارة نقل عن الآية الثانية من الباب السابع عشر من إنجيل لوقا». انتهى. والعبارتان المذكورتان من مكتوب كليمنس من أعظم العبارات عند الذين يدّعون السند. ولذلك اكتفى پيلي بهما. لكن هذا الادّعاء ادّعاء باطل ، لأنه لو نقل عن إنجيل من الأناجيل لصرّح باسم المنقول عنه. ولو لم يصرّح ، فلا أقلّ من أن ينقل العبارة بعينها. ولو لم ينقلها بعينها فلا أقلّ من أن يكون المنقول موافقا للمنقول عنه باعتبار المعنى كله. ولا يوجد أمر من هذه الأمور ، فكيف يظن النقل وأيّ ترجيح للوقا عليه؟ لأنهما كليهما تابعيان واقفان على حالات عيسى عليهالسلام بالسّماع ، ولو اعترفنا فنعترف أنه نقل هاتين العبارتين عن إنجيل آخر ، كما نقل فقرة في حال الاصطباغ عن إنجيل آخر لم يعلم اسمه ، كما عرفت في كلام أكهارن. ولقد أنصف الأسقف پيرس وأقرّ أنه ما نقل عن هذه الأناجيل. وقال لاردنر في المجلد الثاني من تفسيره في حق هاتين العبارتين هكذا : «الذين صحبوا الحواريين أو المريدين الآخرين لربّنا وكانوا واقفين من مسائل ربّنا وأحواله ، كما كان الإنجيليون واقفين ، إذا رأينا تأليفاتهم يقع مشكل في أكثر الأوقات ما لم يكن النقل صريحا وظاهرا. والمشكل المذكور في هذا الموضع هذا أن كليمنس في هذين الموضعين ينقل أقوال المسيح التي كانت مكتوبة أو يذكر أهل قورنيثوس ألفاظه التي سمعها هو وهم من الحواريين والمريدين الآخرين لربنا ، فاختار ليكلرك الأول والأسقف پبرس الثاني. وأنا أسلّم أن الأناجيل الثلاثة الأولى ألّفت قبل هذا الوقت فلو نقل كليمنس عنها ، فهذا ممكن ، وإن لم توجد المطابقة التامّة في اللفظ والعبارات. لكن هذه الأمر أنه نقل ليس تحقيقه سهلا ، لأنه كان شخصا واقفا من هذا الأمور وقوفا جيدا قبل تأليف الأناجيل ، ويمكن بعد تأليفها أيضا أن يكون بيانه الأمور التي كان واقفا