إعانة زائدة. ووقع الاختلاف في أن بولس أين ذهب بعد ما أطلق». انتهى. فثبت من كلام هذين المفسّرين أنه لا يعلم بالخبر الصحيح حال مقدسهم من إطلاقه إلى الموت. فلا يكون ظن بعض المتأخرين بذهابه إلى الكنائس المشرقية بعد الإطلاق حجّة وسندا. وفي الباب الخامس عشر من الرسالة الرومية هكذا : «٢٣ وأما الآن فإذ ليس لي مكان بعد في هذه الأقاليم ولي اشتياق إلى المجيء إليكم منذ سنين كثيرة ٢٤ فعند ما أذهب إلى إسبانيا آتي إليكم لأني أرجو أن أريكم في مروري» فصرّح مقدسهم أن عزمه كان إلى إسبانيا ، ولم يثبت بدليل قوي وخبر صحيح أنه ذهب إليه قبل الإطلاق. فالأغلب أنه ذهب إليه بعد ما أطلق ، لأنه لا يعلم وجه وجيه لفسخ هذا العزم. وفي الآية ٢٥ من الباب العشرين من كتاب الأعمال هكذا : «والآن ها أنا أعلم أنكم لا ترون وجهي أيضا أنتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا بملكوت الله». فهذا القول يدلّ على أنه ما كان له العزم أن يذهب إلى الكنائس المشرقية. وقال كليمنس أسقف الروم في رسالته : «إن بولس وصل إلى أقصى المغرب معلّما لجميع العالم الصدق ، وذهب إلى الموضع المقدس بعد ما استشهد». انتهى. فهذا القول دليل على أنه راح إلى المغرب لا إلى الكنائس المشرقية. الثاني : إن لاردنر نقل أولا قول أرينيوس هكذا : «كتب لوقا لمقتدي بولس في كتاب واحد البشارة التي وعظ بها بولس» ثم قال ثانيا : «يعلم من ربط الكلام أن هذا الأمر يعني تحرير لوقا إنجيله وقع بعد ما حرّر مرقس إنجيله وبعد موت بولس وبطرس» انتهى. فعلى هذا القول لا يمكن رؤية بولس إنجيل لوقا ، على أنه لو فرض أن بولس رأى إنجيل لوقا أيضا فلا اعتداد برؤيته عندنا ، لأن قول بولس ليس إلهاميّا عندنا ، فكيف يكون قول غير الشخص الإلهامي برؤية بولس في حكم الإلهامي؟؟