عيبال وشيّدوها بالجصّ تشييدا». وهذه الجملة (فانصبوا الحجارة التي أنا اليوم أوصيكم في جبل عيبال) في النسخة السامرية هكذا (فانصبوا الحجارة التي أنا أوصيكم في جبل جرزيم). وعيبال وجرزيم جبلان متقابلان كما يفهم من الآية الثانية عشرة والثالثة عشر من هذا الباب ، ومن الآية التاسعة والعشرين من الباب الحادي عشر من هذا الكتاب. فيفهم من النسخة العبرانية أن موسى عليهالسلام أمر ببناء الهيكل أعني المسجد على جبل عيبال ، ومن النسخة السامرية أنه أمر ببنائه على جبل جرزيم. وبين اليهود والسامريين سلفا وخلفا نزاع مشهور يدّعي كل فرقة منهما أن الفرقة الأخرى حرّفت التوراة في هذا المقام. وكذلك بيّن علماء بروتستنت اختلاف في هذا الموضع. قال مفسّرهم المشهور آدم كلارك في صفحة ٨١٧ من المجلد الأول من تفسيره : «إن المحقّق كني كات يدّعي صحة السامرية ، والمحقّق پاري ودرشيور يدّعيان صحة العبرانية. لكن كثيرا من الناس يفهمون أن أدلة كني كات لا جواب لها ، ويجزمون بأن اليهود حرّفوا لأجل عداوة السامريين. وهذا الأمر مسلّم عند الكل أن جرزيم ذو عيون وحدائق ونباتات كثيرة ، وعيبال جبل يابس لا شيء عليه من هذه الأشياء. فإذا كان الأمر كذلك كان الجبل الأول مناسبا لإسماع البركة والثاني للعن». انتهى كلام المفسّر. وعلم منه أن المختار كني كات وكثيرا من الناس أن التحريف واقع في النسخة العبرانية ، وان أدلة كني كات قوية جدا.
الشاهد الرابع : في الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين هكذا «٢ ونظر بئرا في الحقل وثلاث قطعان غنم رابضة عندها لأن من تلك البئر كانت تشرب الغنم وكان حجر عظيم على فم البئر ٨ فقالوا : ما نستطيع حتى تجتمع الماشية»؟ إلى آخر الآية. ففي الآية الثانية والثامنة وقع لفظ قطعان غنم ولفظ الماشية والصحيح لفظ الرعاة بدلهما ، كما هو في النسخة السامرية واليونانية والترجمة العربية لوالتن. قال المفسّر هارسلي في الصفحة الرابعة والسبعين من المجلد الأول من تفسيره في ذيل الآية الثانية : «لعلّ لفظ ثلاثة رعاة كان هاهنا. انظروا كني كات» ثم قال في ذيل الآية الثامنة : «لو كان هاهنا حتى تجتمع الرعاة لكان أحسن. انظروا النسخة السامرية واليونانية وكني كات والترجمة العربية لهيوبي كينت». وقال آدم كلارك في المجلد الأول من تفسيره : «يصرّ هيوبي كينت إصرارا بليغا على صحة السامرية». وقال هورن في المجلد الأول من تفسيره موافقا لما قال كني كات وهيوبي كينت : «إنه وقع من غلط الكاتب لفظ قطعان الغنم بدل لفظ الرعاة».
الشاهد الخامس : وقع في الآية الثالثة عشر من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني لفظ سبع سنين. ووقع في الآية الثانية عشر من الباب الحادي والعشرين من الكتاب الأول من أخبار الأيام لفظ ثلاث سنين. وأحدهما غلط يقينا. قال آدم كلارك في ذيل