القول الخامس : كما أن الكتب الخمسة المشهورة الآن بالتوراة منسوبة إلى موسى عليهالسلام ، كذلك ستّة كتب أخرى منسوبة إليه أيضا بهذا التفصيل (كتاب المشاهدات ـ كتاب الخليقة الصغير ـ كتاب المعراج ـ كتاب الأسرار ـ تستنمت ـ كتاب الإقرار). والكتاب الثاني من هذه الكتب الستّة كان أصله يوجد باللسان العبراني إلى المائة الرابعة. ونقل عنه جيروم ، وكذا نقل عنه سيدرينس في تاريخه كثيرا. وقال أرجن : إن بولس نقل عن هذا الكتاب الآية السادسة من الباب الخامس والآية الخامسة عشر من الباب السادس من رسالته إلى أهل غلاطية. وترجمته كانت موجودة إلى القرن السادس عشر ، وفي هذا القرن كذبه محفل ترنت فصار جعليّا كذبا بعد ذلك. وإني متعجّب من تسليمهم وتكذيبهم ، لأن حال الكتب الإلهية والانتظامات الملكية عندهم واحد ، إذا رأوا مصلحة سلّموها وإذا شاءوا منعوها. والكتاب الثالث من هذه الستّة أيضا يعلم أنه كان معتبرا بين القدماء. قال لاردنر في الصفحة ٥١٢ من المجلد الثاني من تفسيره : «إن أرجن قال : إن يهودا نقل عن هذا الكتاب الآية التاسعة من رسالته». انتهى. والآن هذا الكتاب وسائر الكتب الستّة تعدّ جعلية محرّفة ، لكن الفقرات المنقولة عنها بعد ما دخلت في الإنجيل تعدّ إلهاميّة صحيحة. قال هورن : «المظنون أن هذه الكتب الجعليّة اخترعت في ابتداء الملّة المسيحية». انتهى. فنسب محقّقهم اختراع هذه الكتب إلى أهل القرن الأول.
القول السادس : قال موشيم المؤرّخ في بيان علماء القرن الثاني من الصفحة ٦٥ من المجلد الأول من تاريخه المطبوع سنة ١٨٣٢ : «كان بين متّبعي رأي أفلاطون وفيساغورس مقولة مشهورة أن الكذب والخداع لأجل أن يزداد الصدق وعبادة الله ليسا بجائزين فقط ، بل قابلان للتحسين. وتعلم أولا منهم يهود مصر هذه المقولة قبل المسيح ، كما يظهر هذا جزما من كثير من الكتب القديمة. ثم أثّر وباء هذا الغلط السوء في المسيحيين ، كما يظهر هذا الأمر من الكتب الكثيرة التي نسبت إلى الكبار كذبا». انتهى. فإذا صار هذا الكذب والخداع من المستحبّات الدينية عند اليهود قبل المسيح عليهالسلام وعند المسيحيين في القرن الثاني ، فما بقي للجعل والتحريف والكذب حدّ ، ففعلوا ما فعلوا.
القول السابع : قال يوسي بيس في الباب الثامن عشر من الكتاب الرابع من تاريخه :
«ذكر جستن الشهيد في مقابلة طريفون اليهودي عدة بشارات المسيح ، وادّعى أن اليهود أسقطوها من الكتب المقدسة». انتهى. وقال واتسن في الصفحة ٣٢ من المجلد الثاني هكذا : «إني لا أشك في هذا الأمر ان العبارات التي ألزم فيها جستن اليهودي في مباحثة طريفون بأنهم أسقطوها ، كانت هذه العبارات في عهد جستن وأرينيوس موجودة في النسخة