القول الخامس عشر : قد عرفت في الشاهد السادس والعشرين من المقصد الثاني أن آدم كلارك اختار ما اختار كني كات ، فقال : كان اليهود في عهد يوسيفس يريدون أن يزيّنوا الكتب المقدسة باختراع الصلوات والغناء واختراع الأقوال الجديدة. انظروا إلى الإلحاقات الكثيرة في كتاب أستير ، وإلى حكاية الخمر والنساء والصدقة التي زيدت في كتاب عزرا ونحميا ويسمى الآن بالكتاب الأول لعزرا ، وإلى غناء الأطفال الثلاثة الذي زيد في كتاب دانيال ، وإلى الإلحاقات الكثيرة في كتاب يوسيفس. أقول : لمّا كان مثل هذا التحريف سببا لتزيين الكتب ما كان مذموما عندهم ، فكانوا يحرّفون بلا مبالاة ، سيما إذا عملوا على المقولة المشهورة المسلّمة عندهم التي مرّ ذكرها في القول السادس فكان بعض التحريفات من المستحبّات الدينية.
القول السادس عشر : قد عرفت في الشاهد الأول من المقصد الثالث أن آدم كلارك اعترف بأن كثيرا من الأفاضل على أن السامرية في حق الكتب الخمسة لموسى أصحّ.
القول السابع عشر : قد عرفت في الشاهد الثاني عشر من المقصد الثالث أن التتمّة التي في آخر كتاب أيوب في الترجمة اليونانية جعليّة عند بروتستنت ، مع أنها كتبت قبل المسيح ، وكانت داخلة في الترجمة المسطورة في عهد الحواريين ، وكانت مسلّمة عند القدماء.
القول الثامن عشر : قد عرفت في الشاهد التاسع عشر من المقصد الثالث قول كريزاستم ان اليهود ضيّعوا كتبا لأجل غفلتهم ، بل لأجل عدم ديانتهم ، ومزّقوا بعضها وأحرقوا البعض. وقوله هو المختار عند فرقة كاتلك.
القول التاسع عشر : قال هورن في المجلد الثاني من تفسيره في بيان الترجمة اليونانية : «هذه الترجمة قديمة جدا ، وكانت معتبرة غاية الاعتبار فيما بين اليهود والقدماء المسيحيين ، وكانت تقرأ دائما في معابد الفريقين. وما نقل المشايخ المسيحية ، لاطينيين كانوا أو يونانيين ، إلّا عنها. وكل ترجمة سلّمها الكنيسة المسيحية غير ترجمة سريك ترجمت منها في ألسنة أخرى ، مثل العربية والأرمنية وترجمة أتهيوبك وترجمة أتالك القديمة والترجمة اللّاطينية التي كانت مستعملة قبل جيروم ، وتقرأ هذه فقط إلى هذا اليوم في الكنيسة اليونانية والكنائس المشرقية». ثم قال : «والحقّ عندنا أنها ترجمت قبل ميلاد المسيح بمائتين وخمس وثمانين سنة أو بمائتين وستّ وثمانين سنة». ثم قال : «ويكفي لكمال شهرته دليل واحد وهو أن مصنّفي العهد الجديد ما نقلوا الفقرات الكثيرة إلّا عنها. وجميع المشايخ القدماء غير أرجن وجيروم ما كانوا واقفين على اللسان العبراني ، وكانوا مقتدين في النقل عنها للذين كتبوا