استبعاد في تحريفهم بعد هذا الزمان ، بل الحقّ أن كتب أهل الكتاب ، قبل إيجاد صنعة الطبع ، كانت صالحة للتحريف في كل قرن من القرون ، بل هم لا يمتنعون ولا يبالون بعد إيجادها أيضا ، كما رأيت حال متّبعي لوطر بالنسبة إلى ترجمته في الشاهد الحادي والثلاثين من المقصد الثاني.
القول الحادي والعشرون : قال المفسّر هارسلي في الصفحة ٢٨٢ من المجلد الثالث من تفسيره في مقدمة كتاب يوشع : «هذا القول ان المتن المقدّس حرّف لا ريب فيه وظاهر من اختلاف النّسخ ، لأن العبارة الصحيحة في العبارات المختلفة لا تكون إلّا واحدة. وهذا الأمر مظنون ، بل أقول قريب من اليقين أن العبارات القبيحة جدا دخلت في بعض الأحيان في المتن المطبوع. لكن لم يظهر لي دليل على أن التحريفات في كتاب يوشع أكثر من سائر كتب العهد العتيق». ثم قال في الصفحة ٢٧٥ من المجلد الثالث : «هذا القول صادق البتّة أن المتن العبري في النقول التي كانت عند الناس كان بعد حادثة بخت نصّر ، بل لعلّ قبلها أيضا قبلية يسيرة في أشنع حالة التحريف بالنسبة إلى الحالة التي حصلت له في وقت ما بعد تصحيح عزرا». انتهى. فكلام هذا المفسّر غير محتاج إلى البيان.
القول الثاني والعشرون : قال واتسن في الصفحة ٢٧٣ من المجلد الثالث من كتابه : «مضت مدة على أن أرجن كان يشكو عن هذه الاختلافات ، وكان ينسب إلى أسباب مختلفة مثل تغافل الكاتبين وشرارتهم وعدم مبالاتهم. وقال حيروم إنّي لمّا أردت ترجمة العهد الجديد قابلت نسخة التي كانت عندي فوجدت اختلافا عظيما». انتهى.
القول الثالث والعشرون : قال آدم كلارك في المقدمة من المجلد الأول من تفسيره :
«كانت الترجمات الكثيرة باللسان اللّاطيني من المترجمين المختلفين موجودة قبل جيروم ، وكان بعضها محرّفا في غاية درجة التحريف ، وبعض مواضعها مناقضا للمواضع الأخر ، كما يستغيث جيروم». انتهى.
القول الرابع والعشرون : قال وارد كاتلك في الصفحة ١٧ و ١٨ من كتابه المطبوع سنة ١٨٤١ : «قال داكتر همفري في الصفحة ١٧٨ من كتابه : إن أوهام اليهود خرب (يعني كتب العهد العتيق) في مواضع بحيث يتنبّه عليها القارئ بسهولة. ثم قال خرّب علماء اليهود بشارات المسيح تخريبا عظيما. ثم قال عالم من علماء بروتستنت : إن المترجم القديم قرأ على نهج ، ويقرأ اليهود الآن على نهج آخر. وعندي أن نسبة الخطأ إلى الكتابين من اليهود وإلى أيمانهم خير من نسبته إلى جهل المترجم القديم وتساهله ، لأن محافظة الزبور قبل المسيح وبعده كانت في اليهود أقل من محافظة غناءاتهم». انتهى.