أسباب وقوع ويريوس ريدنك الذي عرفت معناه في صدر جواب هذه المغالطة : «لوقوعه أسباب أربعة :
السبب الأول : غفلة الكاتب وسهوه. ويتصوّر على وجوه : الأول : ان الذي كان يلقي العبارة على الكاتب ألقى ما ألقى ، أو الكاتب لم يفهم قوله فكتب ما كتب. والثاني : ان الحروف العبرانية واليونانية كانت متشابهة ، فكتب أحدها بدل الآخر. والثالث : ان الكاتب ظن الإعراب خطأ أو الخط الذي كان يكتب عليه جزء الحرف ، وإما فهم أصل المطلب فأصلح العبارة وغلط. والرابع : ان الكاتب انتقل من موضع إلى موضع ، فلما تنبّه لم يرض بمحو ما كتب ، وكتب من الموضع الذي كان ترك مرة أخرى ، وأبقى ما كتبه قبل أيضا. والخامس : ان الكاتب ترك شيئا ، فبعد ما كتب شيئا آخر تنبّه وكتب العبارة المتروكة بعده ، فانتقلت العبارة من موضع إلى موضع آخر. والسادس : ان نظر الكاتب أخطأ ، ووقع على سطر آخر ، فسقطت عبارة ما ، والسابع : ان الكاتب غلط في فهم الألفاظ المخفّفة فكتب على فهمه كاملة فوقع الغلط. والثامن : ان جهل الكاتبين وغفلتهما منشأ عظيم لوقوع ويريوس ريدنك ، بأنهم فهموا عبارة الحاشية أو التفسير جزءا المتن فأدخلوهما.
والسبب الثاني : نقصان النسخة المنقول عنها. وهو أيضا يتصوّر على وجوه : الأول : انمحاء إعراب الحروف. والثاني : ان الإعراب الذي كان في صفحة ظهر في جانب آخر منها في صفحة أخرى ، وامتزج بحروف الصفحة الأخرى ، وفهم جزء منها. والثالث : ان الفقرة المتروكة كانت مكتوبة على الحاشية بلا علامة ، فلم يعلم الكاتب الثاني أن هذه الفقرة تكتب في أيّ موضع ، فغلط.
السبب الثالث : التصحيح الخيالي والإصلاح وهذا أيضا وقع على وجوه : الأول : ان الكاتب فهم العبارة الصحيحة في نفس الأمر ناقصة ، أو غلط في فهم المطلب ، أو تخيّل أن العبارة غلط بحسب القاعدة وما كانت غلطا. لكن كان هذا الغلط الذي صدر عن المصنّف في نفس الأمر. الثاني : ان بعض المحقّقين ما اكتفوا على إصلاح الغلط بحسب القاعدة فقط ، بل بدّلوا العبارة الغير الفصيحة بالفصيحة ، أو أسقطوا الفضول أو الألفاظ المترادفة التي لم يظهر لهم فرق فيها. والثالث : وهو أكثر الوجوه وقوعا ، أنهم سوّوا الفقرات المقابلة ، وهذا التصرّف وقع في الأناجيل خصوصا. ولأجل ذلك كثر الإلحاق في رسائل بولس لتكون العبارة التي نقلها عن العهد العتيق مطابقة للترجمة اليونانية. والرابع ، ان بعض المحقّقين جعل العهد الجديد مطابقا للترجمة اللّاطينية.
السبب الرابع : التحريف القصدي الذي صدر عن أحد لأجل مطلبه ، سواء كان