النار ويقتلونهم بكل طريق). وهذا أيضا غلط. نقل في روضة الصفاء وصيّة أبي بكر رضي الله عنه لرؤساء العسكر هكذا : (سران سباه را وصيت فرمود كه خيانت نكنيد وييرامن غدر ديد وطفلان وپيران وزنان را نكشيد وأشجار مثمرة را قطع نفرماييد ورهابين را كه در كنايس وصوامع بعبادات باري تعالى اشتغالي داشته باشند تعرض نرسانيد). انتهى. لا بدّ من أن ينقل القسّيس النبيل عن تاريخ من التواريخ المعتبرة لأهل الإسلام أن أبا بكر رضي الله عنه كان أمرهم أن يحرقوا الكفّار في النار.
القول العشرون : في الصفحة ٨٠ في الفصل الخامس من الباب الثالث : «لمّا استقرّت الخلافة على عمر رضي الله عنه أرسل عسكر العرب إلى إيران وأمر بأن أهل إيران إن قبلوا الدين المحمدي بالحسن والرضا فيها ، وإلّا فاجعلوهم معتقدين للقرآن وتابعين لمحمد صلىاللهعليهوسلم جبرا وإكراها». وهذا أيضا غلط فاحش وكذب محض ما أمر عمر رضي الله عنه أن يدخل أهل إيران بالجبر والإكراه في الملّة الإسلامية. ألا يرى هذا النبيل أن عمر رضي الله عنه حضر بنفسه الشريفة في غزوة بيت المقدس ، فلما تسلّط وفتح ما جبر على أحد من أهل التثليث ، وما أكرههم على قبول الملّة الإسلامية ، بل أعطاهم شروطا جليلة وما نزع كنيسة من كنائسهم وعاملهم معاملة جميلة مدحه عليها المفسّر طامس نيوتن ، كما ستطّلع على عبارته في الفصل الثالث من الباب الأول.
القول الحادي والعشرون : في الصفحة ٢١٠ في الفصل الثالث من الباب الثالث هكذا : «ذهب محمد قبل ادّعاء النبوّة إلى الشام بإرادة التجارة مع عمّه أبي طالب ثم ذهب إليها منفردا مرّات». انتهى. وهذا أيضا غلط. لأنه صلىاللهعليهوسلم ذهب إلى الشام أوّلا مع عمّه وكان ابن تسع سنين على الراجح ، ثم ذهب إليها ثانيا مع ميسرة غلام خديجة. وكان على قول جمهور العلماء ابن خمسة وعشرين سنة. ولم يثبت ذهابه إلى الشام قبل النبوّة أزيد من هاتين المرّتين. فجعل هذا القسّيس ذهابه صلىاللهعليهوسلم منفردا في المرة الواحدة مرّات.
القول الثاني والعشرون : في الفصل الرابع من الباب الثالث في الصفحة ٢٤٣ هكذا : (وهذه الآية) أي معجزة يونس النبي التي وعد بها المسيح اليهود وهي مذكورة في الباب الثاني عشر من إنجيل متّى (قد وصلت إليهم) أي اليهود (وقت قيام المسيح). وهذا غلط أيضا. لأن المعجزة الموعودة ما كانت وقت قيامه بعد الموت مطلقا ، بل كانت موعودة هكذا أن المسيح يبقى في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال وبعدها يقوم وهذه لم تصل إلى اليهود ، كما ستعرف في الفصل الثالث من الباب الأول في بيان الغلط الستّين.
القول الثالث والعشرون : في الصفحة ٢٥٣ في الفصل الرابع من الباب الثالث