ويأسرونهم ، ثم لمّا انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل : قتلت وأسرت). انتهى. كما هو في البيضاوي فقوله : «فأتاه جبريل عليهالسلام وقال له : خذ قبضة من تراب» يدلّ دلالة واضحة على أنه كان خارقا للعادة. فبعد تسليم الحديث لا يمكن إنكار إلّا من الذي يكون قصده العناد والاعتساف ، ويكون إنكار الحق قصدا بمنزلة الأمر الطبيعي له.
القول الثامن عشر : في الصفحة ٢٧٥ في الفصل الخامس من الباب الثالث هكذا : اعلم أن عشرة أشخاص أو اثني عشر نفرا فقط آمنوا بمحمد بعد ثلاث سنين. وفي السنة الثالثة عشر التي هي السنة الأولى من الهجرة كان مائة شخص من أهل مكة وخمسة وسبعون شخصا من أهل المدينة آمنوا به». انتهى. وهذا غلط. يكفي في ردّه قول القسّيس سيل مترجم القرآن وانقل قوله عن النسخة المطبوعة سنة ١٨٥٠ : «قلّما يخرج بيت من بيوت المدينة أن لا يوجد فيه مسلم من أهله قبل الهجرة». ثم قال : «ومن قال إن الإسلام شاع بقوة السيف فقط فقوله تهمة صرفة لأن بلادا كثيرة ما ذكر فيها اسم السيف أيضا وشاع فيها الإسلام». انتهى. وأسلم أبو ذرّ رضي الله عنه وأنيس أخوه وأمهما في أول الإسلام ، فلما رجعوا أسلم نصف قبيلة غفار بدعوة أبي ذرّ. وهاجر في السنة السابعة من النبوّة من مكة إلى الحبشة ثلاثة وثمانون رجلا وثماني عشرة امرأة ، وقد بقي في مكة أناس أيضا من المسلمين. وقد أسلم نحو عشرين رجلا من نصارى نجران ، وكذا أسلم ضماد الأزدي قبل السنة العاشرة من النبوّة. وقد أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي قبل الهجرة وكان شريفا مطاعا في قومه وأسلم أبوه وأمه بدعوته بعد ما رجع إلى قومه. وقد أسلم قبل الهجرة قبيلة بني الأشهل في المدينة المنوّرة في يوم واحد ببركة وعظ مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه ما بقي منها رجل ولا امرأة إلّا أسلم ، غير عمرو بن ثابت فإنه تأخّر إسلامه إلى غزوة أحد. وبعد إسلامهم كان مصعب رضي الله عنه يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلّا فيها رجال ونساء مسلمون ، إلّا ما كان من سكان عوالي المدينة ، أي قراها من جهة نجد. ولمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة أسلم بريدة الأسلمي مع سبعين رجلا من قومه في طريق المدينة طائعين. وقد أسلم النجاشي ملك الحبشة قبل الهجرة. ووفد قبل الهجرة أبو هند وتميم ونعيم وأربعة آخرون من الشام وأسلموا. وهكذا أسلم آخرون.
القول التاسع عشر : في الصفحة ٢٧٩ في الفصل الخامس من الباب الثالث قال القسّيس النبيل : أولا : «إن أبا بكر رضي الله عنه عيّن أحد عشر رئيسا على العسكر ، وأعطى لكل كتاب الحكم ليقرأ على الكفّار» ، ثم نقل أنه كان من جملة أحكام الكتاب المذكور هذا الحكم أيضا (لا يرحمون) أي رؤساء العسكر (على المنحرفين بوجه ما ، بل يحرقونهم في