١٠٤ في الفصل الثالث من الباب الثاني. وفي هذه العبارة وقعت هذه الجملة أيضا : «ثقبوا يدي ورجلي». وهذه الجملة لا توجد في النسخة العبرانية ، بل فيها بدلها هذه الجملة : «كلتا يدي مثل الأسد» نعم توجد في تراجم المسيحيين قديمة كانت أو جديدة فيسأل من القسّيس النبيل ان النسخة العبرانية هاهنا محرّفة في زعمكم أم لا؟ فإن لم تكن محرّفة فلم حرّفتم هذه الجملة لتصدق على المسيح في زعمكم؟ وإن كانت محرّفة فلا بدّ أن تقرّوا بتحريفها. ثم يسأل على وفق تقريره في ميزان الحق من حرّفها ومتى حرّفها ولما ذا حرّفها؟ أحصل له شيء من المناصب الدنيوية أو شيء من ثواب الآخرة؟
القول الثالث عشر إلى الخامس عشر : في الفصل السادس من باب الثاني في الصفحة ١٦٥ : عدّ القسّيس النبيل من الإخبارات بالحوادث الآتية التي يستدلّ بصدقها على كون الكتب المقدسة كتبا إلهية ، الخبر المندرج في الفصل الثامن والثاني عشر من كتاب دانيال ، والخبر المندرج في إنجيل متّى من الآية ١٦ إلى ٢٢ من الباب العاشر. وهذه الأخبار الثلاثة غير صحيحة كما بيّنّا في الفصل الثالث من الباب الأول في الغلط الثلاثين والحادي والثلاثين والثامن والتسعين.
القول السادس عشر : في الصفحة ٢٣٤ من الفصل الثالث من الباب الثالث : «وكلّ منهم يقول إن الآيات العديدة المنسوخة توجد في القرآن ، ومن يتأمّل تأمّلا قليلا ويدقّق تدقيقا يسيرا يفهم أن مثل هذه القاعدة معيبة وناقصة». أقول لو كان هذا عيبا فالتوراة والإنجيل معيبان ناقصان بالطريق الأولى ، لأنهما أيضا يشتملان على الآيات المنسوخة ، كما عرفت في بيان القول الرابع ، وستعرف في الباب الثالث مفصّلا إن شاء الله. فالعجب من هذا المحقّق أنه يقول بمخالفة القرآن ما يقع على التوراة والإنجيل بأشنع حالة.
القول السابع عشر : قال القسّيس النبيل في الصفحة ٢٤٦ في الفصل الرابع من الباب الثالث بعد ما أنكر المعجزة التي فهمت من قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) [الأنفال : ١٧] ، وقدح عليها بحسب زعمه : «ولو سلّمنا أن الحديث المذكور ، رأي الذي ذكره المفسّرون ، صحيح وأن محمدا صلىاللهعليهوسلم رمى بقبضة من تراب على عسكر العدو فلا تثبت منه المعجزة أيضا». انتهى. أقول : الحديث الذي ذكره المفسّرون هكذا : روي أنه لمّا طلعت قريش من العقنقل (قال عليهالسلام : «هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك ، اللهمّ إنّي أسألك ما وعدتني». فأتاه جبريل عليهالسلام وقال له : خذ قبضة من تراب فارمهم بها. فلما التقى الجمعان تناول كفّا من الحصباء فرمى بها في وجوههم وقال : «شاهت الوجوه». فلم يبق مشرك إلّا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون فيقتلونهم