الباقية في كتابي هذا في كل موضع ما يناسبه منها إن شاء الله تعالى. وقال هذا القسّيس النبيل في الصفحة ٢٥٢ من ميزان الحق القديم المنسوخ الآن : «إن بعض المفسّرين منهم القاضي البيضاوي وغيره قالوا إن انشقّ في قوله تعالى اقتربت الساعة وانشقّ القمر بمعنى سينشقّ». فلما كان هذا غلطا ، ونقل القاضي والكشاف هذا القول عن البعض ، ثم ردّا عليه ، اعترض عليه الفاضل الذكي آل حسن في الاستفسار ، وقال : إن هذا غلط من القسّيس أو تغليط للعوامّ. فحرّف القسّيس النبيل عبارته في النسخة الجديدة.
أما وقد عرفت حال قولين من أقواله المندرجة في كتاب حلّ الإشكال في بيان القول الخامس والحادي عشر ، فبقي سبعة أقوال من التي أردت إيرادها بطريق الأنموذج هاهنا. فأقول القول الثالث في الصفحة ١٠٥ : «ونحن لا نقول إن الله ثلاثة أشخاص أو شخص واحد بل نقول بثلاثة أقانيم في الوحدة بين الأقانيم الثلاثة وثلاثة أشخاص بعد السماء والأرض». وهذه مغالطة صرفة. لأن الوجود لا يمكن أن يوجد بدون التشخيص. فإذا فرض أن الأقانيم موجودون وممتازون بالامتياز الحقيقي ، كما صرّح هو بنفسه في كتبه ، فالقول بوجود الأقانيم الثلاثة هو بعينه القول بوجود الأشخاص الثلاثة. على أنه وقع في الصفحة ٢٩ و ٣٠ من كتاب الصلوات ، الذي هو رائج في كنيسة إنكلترة التي رجع إليها هذا القسّيس في آخر عمره بعد ما كان متمذهبا على طريقة كنيسة لوطرين ، وطبع هذا الكتاب في لسان أردو في لندن في مطبع رجرد واطس سنة ١٨١٨ ، هكذا : (أي مقدس أور مبارك أور عاليشان تينون جوايك وهو يعني تبيّن شخص أورايك خداهم يرشان كنهكارون يررحم كر) يعني : «أيها الثلاثة المقدّسون والمباركون والعالون منزلة الذين هم واحد يعني ثلاثة أشخاص وإلها واحدا أرحنا المنتشرين المذنبين». فوقع فيه لفظ (ثلاثة أشخاص) صريحا.
القول الرابع : في الصفحة ١٢١ : «نعم ظن بعض العلماء في حق إنجيل متّى فقط أنه لعله كان باللسان العبراني أو العرامائي ، ثم ترجم في اليوناني. لكن الغالب أن هذا أيضا كتبه متّى الحواري باللسان اليوناني». انتهى. فقوله : (ظن بعض العلماء) وكذا قوله : (لكن الغالب) غلطان يقينا ، كما ستعرف مفضّلا في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث من الباب الثاني. ولا بدّ أن ينظر إلى ثلاثة ألفاظ من ألفاظه في هذه العبارة : الأول ظن بعض العلماء ، والثاني لفظ لعل ، والثالث لفظ الغالب ، فإنها تدلّ دلالة صريحة على أنه لا يوجد عندهم سند متّصل بل يقولون بالظن والتخمين ما يقولون.
القول الخامس : في الصفحة ١٤٥ : «وهذا حق أن الإنجيل الثاني والثالث يعني إنجيل مرقس ولوقا ليسا من الحواريين». ثم قال في الصفحة ١٤٦ : «بيّن في مواضع كثيرة