إلى أولاد العازار». انتهى. فوقع الخلف في وعد الله مرتين إلى زمان بقاء الشريعة الموسوية. وأما الخلف الذي وقع في هذا الباب عند ظهور الشريعة العيسوية مرة ثالثة ، فهذا لم يبق أثر ما لهذا المنصب ، لا في أولاد العازار ولا في أولاد تامار. الوعد الذي كان للعازار مصرّح به في الباب الخامس والعشرين من سفر العدد هكذا : «إني قد وهبت له ميثاقي بالسلام فيكون له ميثاق الحبورة والخلفة من بعده إلى الدهر». ولا يتحيّر الناظر من خلف وعد الله على مذاق أهل الكتاب ، لأن كتب العهد العتيق ناطقة به ، وبأن الله يفعل أمرا ثم يندم. نقل في الآية التاسعة والثلاثين من الزبور الثامن والثمانين ، أو التاسع والثمانين على اختلاف التراجم ، قول داود عليهالسلام في خطاب الله عزوجل هكذا : «ونقضت عهد عبدك وبخست في الأرض مقدسه». فيقول داود عليهالسلام : (نقضت عهد عبدك) وفي الباب السادس من سفر التكوين هكذا : «٦ فندم على عمله الإنسان على الأرض ، فتأسف بقلبه داخلا ٧ وقال امحوا البشر الذي خلقته عن وجه الأرض من البشر حتى الحيوانات من الدبيب حتى طير السماء ، لأني نادم أني عملتهم». فالآية السادسة كلها ، وهذا القول : (لأني نادم أني عملتهم) يدلّان على أن الله ندم وتأسف على خلقة الإنسان. وفي الزبور الخامس بعد المائة هكذا : «٤٤ فنظر الربّ في أحزانهم إذ سمع صوت تضرّعهم ٤٥ وذكر ميثاقهم وندم لكثرة رحمته». في الآية الحادية عشر من الباب الخامس عشر من سفر صموئيل الأول قول الله هكذا : «ندمت على أني صيّرت شاول ملكا. إنه رجع من ورائي ولم يعمل بما أمرته». ثم في الآية الخامسة والثلاثين من الباب المذكور هكذا : «إن صموئيل حزن على شاول لأن الربّ أسف على أنه ملك شاول على إسرائيل». وهاهنا خدشة يجوز لنا أن نوردها إلزاما فقط. وهي أنه لمّا ثبتت الندامة في حق الله ، وثبت أنه ندم على خلق الإنسان ، وعلى جعل شاول ملكا ، فيجوز أن يكون قد ندم على إرسال المسيح عليهالسلام بعد ما أظهر دعوى الألوهية على ما هو زعم أهل التثليث ، لأن هذه الدعوى من البشر الحادث أعظم جرما من عدم إطاعة شاول أمر الربّ. وكما لم يكن الله واقفا على أن شاول يعصي أمره ، فكذا يجوز أن لا يكون واقفا على أن المسيح عليهالسلام يدّعي الألوهية. وإنما قلت هذا إلزاما فقد لأنّا لا نعتقد ، بفضل الله ، ندامة الله ولا ادّعاء المسيح عليهالسلام الألوهية. بل عندنا ساحة الألوهية ، وكذا ساحة نبوّة المسيح عليهالسلام صافيتان عن قمامة هذه الكدورات والمنكرات.
الثالث : في الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا ترجمة عربية سنة ١٨٤٤ : «١٠ وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقالا في كل يوم من وقت إلى وقت تأكله ١٢ وكخبز شعير تأكله وتلطخه بزبل يخرج من الإنسان في عيونهم ١٤ فقلت : آه آه آه يا ربّ الإله ها هو ذا نفسي لم تنجس ، والميت والفريسة من السبع لم آكل منه منذ صباي حتى