السابع : يعلم أمر الله من الباب السادس من سفر التكوين أن يدخل في الفلك اثنان اثنان من كل جنس الحيوانات ، طيرا كان أو بهيمة ، مع نوح عليهالسلام. ويعلم من الباب السابع من السفر المذكور أن يدخل سبع سبع ذكرا أو أنثى من البهائم الطاهرة ومن الطيور مطلقا ، ومن البهائم غير الطاهرة اثنان اثنان. ثم يعلم من الباب المذكور أنه دخل من كل جنس اثنان اثنان. فنسخ هذا الحكم مرتين.
الثامن : في الباب العشرين من سفر الملوك الثاني هكذا : «١ وفي تلك الأيام مرض حزقيا وأشرف على الموت وأتاه أشعياء النبي ابن عاموص ، وقال له : هكذا يقول الربّ الإله أوص على بيتك لأنك ميت وغير حيّ ٢ فأقبل حزقيا بوجهه على الحائط وصلّى أمام الربّ وقال ٣ يا ربّ اذكر إني سرت بين يديك بالعدل والقلب السليم وعملت الحسنات أمامك.
وبكى حزقيال بكاء شديدا ٤ فلما خرج أشعياء أوحى إليه الربّ قبل أن يصل إلى وسط الدار وقال ٥ ارجع إلى حزقيا مدبّر شعبي وقل له هكذا : يقول الربّ إله داود أبيك قد سمعت صلاتك ورأيت دموعك ، وها أنا أشفيك سريعا حتى إذا كان في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الركب ٦ وأزيد على عمرك خمس عشر سنة». إلخ ... فأمر الله حزقيا على لسان أشعياء بأن أوص على بيتك لأنك ميت. ثم نسخ هذا الحكم قبل أن يصل أشعياء إلى وسط الدار بعد تبليغ الحكم وزاد على عمره خمس عشرة سنة.
التاسع : في الباب العاشر من إنجيل متّى هكذا : «٥ هؤلاء الاثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا : إلى طريق أمم لا تمضوا ، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا ٦ ولكن انطلقوا خاصة إلى الخراف التي هلكت من بيت إسرائيل». وفي الباب الخامس عشر من إنجيل متّى قول المسيح عليهالسلام في حقه هكذا : «لم أرسل إلّا إلى خراف بيت إسرائيل الضالّة». فعلى وفق هذه الآيات كان عيسى عليهالسلام يخصّص رسالته إلى بني إسرائيل. ونقل قوله في الآية الخامسة عشر من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا : «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها». فالحكم الأول منسوخ.
العاشر : في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه ٢ قائلا جلس الكتبة والفريسيون على كرسي موسى ٣ فكلّ ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه». فحكم بأن كل ما قالوا لكم فافعلوه. ولا شك أنهم يقولون بحفظ جميع الأحكام العملية للتوراة سيما الأبدية على زعمهم. وكلها منسوخة في الشريعة العيسوية ، كما علمت مفصّلة في أمثلة القسم الأول. فهذا الحكم منسوخ البتّة. والعجب من علماء بروتستنت أنهم يوردون في رسائلهم هذه الآيات تغليظا لعوامّ أهل الإسلام ، مستدلّين