والقداسة في أدمغة الكلاب؟ أين هي من عصمة كنائسهم من الغلط؟» انتهى كلامه بلفظه. وهذا القول (هل يليق بالمسيحيين إلخ) صادق يقينا. وهذا القديس مشابه لبعض قديسي مشركي الهند. ولعلّ محبة المسيحيين من أهل أوروبا للكلاب لأجل كونها على صورة هذا القديس المكرّم.
/ ١٥ / ان خشبة الصليب وتصاوير الأب الأزلي والابن والروح القدس يسجد لها بالسجود الحقيقي العبادي ، وأن صور القديسين يسجد لها بالسجود الإكرامي. وإني متحيّر ، ما معنى استحقاق الأشياء الأولية للسجود العبادي ، لأن تعظيمهم لخشبة الصليب لا يخلو إما أن يكون أن مثلها قد مسّ جسد المسيح وهو ارتفع عليه بحسب زعمهم ، وإما لأجل أنها واسطة فدائه ، وإما لأجل أن دمه سال عليه. فإن كان الأول يلزم أن يكون نوع الحمير معبودا لهم أعلى من الصليب عندهم ، لأن المسيح عليهالسلام ركب على الأتان والجحش ومساجد المسيح وكان موضوعي راحته ودخوله ممجدا إلى أورشليم ، والحمار يشارك الإنسان في الجنس القريب والحيوانية ، فهو جسم نام حساس متحرك بالإرادة بخلاف الخشب الذي ليس له قدرة الحس والحركة. وإن كان الثاني فيهودا الاسخريوطي الدافع أحق بالتعظيم ، لأنه الواسطة الأولى والذريعة الكبرى للفداء. فإنه لو لا تسليمه لما أمكن لليهود مسك المسيح وصلبه ، ولأنه مساو للمسيح عليهالسلام في الإنسانية وعلى صورة الإنسان الذي هو صورة الله ، وكان ممتلئا بروح القدس صاحب الكرامات والمعجزات. فالعجب أن هذه الواسطة الأولى عندهم ملعونة ، والصغرى مباركة معظّمة. وأما الثالث فلأن الشوك المضفور إكليلا على رأس المسيح عليهالسلام قد فاز أيضا بالمنصب الأعلى ، وهو سيلان الدم عليه ، فما باله لا يعظم ولا يعبد ، ويشعل بالنار؟ وهذا الخشب يعبد إلا أن يقولوا أن هذا سر مثل سر التثليث ، والاستحالة له خارج عن إدراك العقول البشرية. وأفحش منه تعظيم صورة أقنوم الأب ، لأنك قد عرفت في الأمر الثالث والرابع من مقدمة الباب الرابع أن الله بريء عن الشبه وما رآه أحد ، ولا يقدر أن يراه أحد في الدنيا. فإذا كان كذلك فأي أب من آبائهم رآه فصوره؟ ومن أين علموا أن هذه الصورة مطابقة لصورته تعالى ، وليست مطابقة لصورة شيطان من الشياطين ، أو لصورة كافر من الكفار؟ ولم لا تعبدون كل إنسان سواء كان مسلما أو كافرا لأن الإنسان على صورة الله بحسب نص التوراة؟ العجب أن البابا يسجد لهذه الصورة الوهمية الجمادية التي لا حسّ ولا حركة لها ، ويحقر صورة الله التي هي الإنسان ، ويمد رجله لذلك الإنسان لكي يقبل حذاءه. وما ظهر لي فرق بين هؤلاء أهل الكتاب ومشركي الهند. وجدت عوامهم كعوامهم ، وخواصهم كخواصهم في هذه العبادة ، وعلماء مشركي الهند يقولون مثل قول علمائهم في الاعتذار. / ١٦ / ان البابا هو القاضي الأعلى في الحكم على تفسير معاني