هكذا : «ولم يعطكم الرب قلبا فهيما ولا عيونا تنظرون بها ولا آذانا تسمعون بها حتى اليوم». والآية العاشرة من الباب السادس من كتاب أشعيا هكذا : «أعم قلب هذا الشعب وثقّل آذانه وغمّض عيونه ، لئلا يبصر بعينه ويسمع بأذنه ويفهم بقلبه ويتوب ، فأشفيه». والآية الثامنة من الباب الحادي عشر من الرسالة الرومية هكذا : «كما هو مكتوب أعطاهم الله روح سبات وعيونا لا يبصرون بها وآذانا لا يسمعون بها حتى اليوم». وفي الباب الثاني عشر من إنجيل يوحنا هكذا : «لم يقدروا أن يؤمنوا ، لأن أشعيا قال أيضا قد عمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم». فعلم من التوراة وكتاب أشعيا والإنجيل أن الله أعمى عيون بني إسرائيل وأغلظ قلوبهم وأثقل آذانهم لئلا يتوبوا فيشفيهم. فلذلك لا يبصرون الحق ولا يتفكرون فيه ولا يسمعونه ، ولا يزيد معنى ختم الله على القلوب والسمع على هذا. والآية السابعة عشر من الباب الثالث والستين من كتاب أشعيا في الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٦٧١ وسنة ١٨٣١ وسنة ١٨٤٤ هكذا : «لما ذا أضللتنا يا رب عن طرقك ، أقسيت قلوبنا أن لا نخشاك ، فالتفت بسبب عبيدك سبط ميراثك». والآية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال في التراجم المسطورة هكذا : «والنبي إذا ضلّ وتكلم بكلام ، فأنا الرب أضللت ذلك النبيّ وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل». فوقع في كلام أشعيا صراحة (أضللتنا يا رب وأقسيت قلوبنا) ، وفي كلام حزقيال (أنا الرب أضللت ذلك النبيّ). وفي الباب الثاني والعشرين من سفر الملوك الأول هكذا : «ثم قال ميخا من أجل هذا فاسمع قول الرب رأيت الرب جالسا على كرسيه وجميع أجناد السماء قياما حوله عن يمينه وعن شماله ٢٠ فقال الرب من يخدع أخاب ملك إسرائيل فيصعد ليسقط براموث جلعاد ، وقال بعضهم قولا ، وقال بعضهم قولا آخر ٢١ فخرج روح وقام قدام الرب ، وقال أنا أخدعه ، فقال له الرب بما ذا؟ ٢٢ فقال أنا أخرج فأكون روح ضلالة في أفواه جميع أنبيائه. فقال له الرب تخدع وتقدر على ذلك ، اخرج وافعل كذلك ٢٣ والآن قد جعل الرب روح ضلالة في أفواه جميع أنبيائك ـ وكانوا نحو أربعمائة ـ هؤلاء ، والرب قال عليك بالشرّ». وهذه الرواية صريحة في أن الله تعالى يجلس على كرسيه وينعقد عنده محفل المشاورة للإغواء والخدع (كما ينعقد محفل يارلمنت في لندن لأجل بعض أمور السلطنة) فيحضر جميع أجناد السماء. فبعد المشاورة يرسل روح الضلالة فيقع هذا الروح في الأفواه ويضل الناس. فانظر أيها اللبيب إذا كان الله وأجناد السماء يريدون إغواء الإنسان ، فكيف ينجو الإنسان الضعيف؟ وهاهنا عجب آخر ، وهو أن الله شاور وأرسل روح الضلالة بعد المشاورة ليخدع أخاب ، فكيف أظهر ميخا الرسول سر محفل الشورى ونبّه أخاب عليه؟
وفي الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي هكذا : «١١ ولأجل هذا ـ أي