حق الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. والجواب عنه إلزاما وتحقيقا هكذا : أما إلزاما فلأن موشيم المؤرخ قال في المجلد الأوّل من تاريخه : «إن الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن عيسى عليهالسلام إنسان فقط تولد من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين. وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق اليهود فقط ، بل تجب على غيرهم أيضا ، والعمل على أحكامه ضروري للنجاة. ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العالم ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة ، كانوا يذمونه ذما شديد أو يحقرون تحريراته تحقيرا بليغا». انتهى. وقال لاردنر في الصفحة ٣٧٦ من المجلد الثاني من تفسيره : «إن القدماء أخبرونا أن هذه الفرقة كانت ترد بولس ورسائله». انتهى. وقال بل في تاريخ في بيان هذه الفرقة : «هذه الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط ، وكانت تتنفر عن اسم داود وسليمان وأرمياء وحزقيال عليهمالسلام. وكان من العهد الجديد عندها إنجيل متّى فقط ، لكنها كانت حرّفته في كثير من المواضع وأخرجت البابين الأولين منه». انتهى. وقال بل في تاريخه في بيان الفرقة المارسيونية : «ان هذه الفرقة كانت تعتقد أن الإله إلهان أحدهما خالق الخير وثانيهما خالق الشر. وكانت تقول ان التوراة وسائر كتب العهد العتيق من جانب الإله الثاني ، وكلها مخالف للعهد الجديد. ثم قال ان هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى نزل الجحيم بعد موته وأنجى أرواح قابيل وأهل سدوم من عذابها ، لأنهم حضروا عنده وما أطاعوا الإله خالق الشرّ ، وأبقى أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصالحين الآخرين في الجحيم لأنهم كانوا خالفوا الفريق الأول. وكانت تعتقد أن خالق العالم ليس منحصرا في الإله الذي أرسل عيسى ، ولذلك ما كانت تسلم أن كتب العهد العتيق إلهامية ، وكانت تسلم من العهد الجديد إنجيل لوقا فقط ، لكنها ما كانت تسلم البابين الأولين منه. وكانت تسلم من رسائل بولس عشرة رسائل ، لكنها كانت ترد ما كان مخالفا لخيالها». انتهى. ونقل لاردنر في المجلد الثالث من تفسير قول اكستائن في بيان فرقة ماني كيز هكذا : «هذه الفرقة تقول ان الإله الذي أعطى موسى التوراة وكلم الأنبياء الإسرائيلية ليس بإله بل شيطان من الشياطين ، وتسلم كتب العهد الجديد ، لكنها تقر بوقوع الإلحاق فيها ، وتأخذ ما رضيت به ، وتترك الباقي وترجّح بعض الكتب الكاذبة عليها ، وتقول انها صادقة البتة». ثم قال لاردنر في المجلد المذكور : «اتفق المؤرخون أن هذه الفرقة كلها ما كانت تسلم الكتب المقدسة للعهد العتيق في كل وقت». وكتب في أعمال اركلاس عقيدة هذه الفرقة هكذا : «خدع الشيطان أنبياء اليهود ، والشيطان كلم موسى وأنبياء اليهود ، وكانت تتمسك بالآية الثامنة من الباب العاشر من إنجيل يوحنا بأن المسيح قال لهم سراق ولصوص ، وكانت أخرجت العهد الجديد». انتهى. وهكذا حال الفرق الأخرى. لكني اكتفيت على نقل مذاهب الفرق الثلاثة المذكورة على عدد التثليث ، وأقول