الجواب الأمور الباقية التي ذكرتها في هذه المقدمة ، ولا يسلك مسلك المموّهين من علماء بروتستنت ، لأن هذا المسلك بعيد من الإنصاف مائل عن الحق ، ومفض إلى الاعتساف. وإن تصدّى القسّيس النبيل فندر لتحرير جواب كتابي هذا ، فالمرجو منه ما هو المرجو من غيره من مراعاة الأمور المذكورة في هذه المقدمة. وشيء زائد أيضا وهو أن يوجّه أولا هذه الأقوال الستّة والثلاثين كلها من كلامه لتكون توجيهاته معيارا لتوجيه أقوالي في جواب الجواب. وظنّي أنهم لا يكتبون الجواب إن شاء الله ، وإن كتبوا لا يراعون الأمور المذكورة البتّة ، ويعتذرون باعتذارات باردة ، ويكون جوابهم هكذا : يأخذون من أقوالي بعض الأقوال التي يكون لهم المجال للكلام ، ولا يشيرون إلى الأقوال القوية لا بالردّ ولا بالتسليم. نعم يدعون لتغليط العوام ادّعاء باطلا أن كلامه الباقي أيضا كذلك ولعلّه لا يبلغ حجم ردّهم إلى حدّ يكون كل ورقة ورقة منه بإزاء كرّاس كرّاس من كتابي. فأقول من قبل إنهم لو فعلوا كذا يكون دليل عجزهم.
الأمر الثامن (١) : إني نقلت أسماء العلماء والمواضع عن الكتب التي وصلت إليّ بلسان الإنكليز أو عن تراجم فرقة بروتستنت أو عن رسائلهم باللسان الفارسي أو العربي أو أردو ، وحال الأسماء أشدّ فسادا من الحالات الأخر أيضا ، كما لا يخفى على ناظر كتبهم فلو وجد الناظر هذه الأسماء مخالفة لما هو المشتهر في لسان آخر فلا يعيب عليّ في هذا الأمر. فإذا فرغت من المقدمة ، فها أنا أشرع في المقصود بعون الله الملك الودود. اللهمّ أرنا الحقّ حقّا والباطل باطلا.
__________________
(١) إنه الأمر الثامن والأخير من الأمور المشتملة عليها المقدمة.