وقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : «سيشتد الأمر باجتماع الأحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم». وقال أيضا : «إن الأحزاب سائرون إليكم تسعا أو عشرا». فجاء الأحزاب كما وعد الله ورسوله وكانوا عشرة آلاف وحاصروا المسلمين وحاربوهم محاربة شديدة إلى مدة شهر ، وكان المسلمون في غاية الضيق والشدة والرعب ، وقالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله وأيقنوا بالجنة والنصر ، كما أخبر الله تعالى : بقوله : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) [الأحزاب : ٢٢]. وقد خرّج أئمة الحديث رضي الله عنهم : / ١ / أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أخبر الصحابة بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق. / ٢ / وان الأمن يظهر حتى ترحل المرأة من الحيرة إلى مكة لا تخاف إلا الله. / ٣ / وان خيبر تفتح على يد علي رضي الله عنه في غد يومه. / ٤ / وانهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم. / ٥ / وان بنات فارس تخدمهم. وهذه الأمور كلها وقعت في زمن الصحابة رضي الله عنهم كما أخبر. / ٦ / وان أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة. / ٧ / «وان فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدا ، والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلّف مكانه قرن ، أهل صخر وبحر هيهات آخر الدهر». والمراد بالروم الفرنج والنصارى. وكان كما أخبر. ما بقي من سلطنة الفرس أثر ما ، بخلاف الروم فإن سلطنتهم ، وإن زالت عن الشام في عهد خلافة عمر رضي الله عنه وانهزم هرقل من الشام إلى أقصى بلاده ، لكن لم تزل سلطنتهم بالكلية ، بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخر. / ٨ / «وان الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها». والمعنى جمع الله لي الأرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إلى قريبها ، حتى اطلعت على ما فيها ، وستفتحها أمتي جزءا جزءا حتى تملك جميع أجزائها. ولأجل تقييدها بمشارقها ومغاربها انتشرت ملته في المشارق والمغارب ما بين أرض الهند ، التي هي أقصى المشرق ، إلى بحر طنجة الذي في أقصى المغرب. ولم تنتشر في الجنوب والشمال مثل انتشارها في المشرق والمغرب. ولعلّ في إتيانهما بلفظ الجمع وفي تقديم المشارق إيماء إلى ما هنالك ، وإلى ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إلى غيرهما. وأن علماء المشرق أكثر وأظهر من علماء المغرب. / ٩ / «وانه لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة». وفي حديث آخر من رواية أبي أمامة «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. وقيل يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس». والمراد عند جمهور العلماء بأهل الغرب أهل الشام لأنه غرب الحجاز بدلالة رواية وهم بالشام. / ١٠ / وان الفتن لا تظهر ما دام عمر حيا وكان كما أخبر وكان عمر رضي الله عنه سد باب الفتنة. / ١١ / وان المهدي رضي الله عنه يظهر. / ١٢ / وان عيسى عليهالسلام ينزل. / ١٣ / وان الدجال يخرج. وهذه الأمور الثلاثة ستظهر إن شاء الله تعالى ، والله