غير غالب وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة الموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كلّ غير غالب وتفنى الشرطة. فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم ـ أي الروم ـ فيقتتلون مقتلة ، إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها ، حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخرّ ميتا. فيتعادّ بنو الأب ، كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد. فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك ، فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون الحديث عصمنا الله من فتنة الدجال. واعلم أن علماء پروتستنت ، على ما هو عادتهم ، يغلطون العوام باعتراضات مموّهة على الإخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث. فأنقل هاهنا بعض الإخبارات المنسوبة إلى الأنبياء الإسرائيلية ، عليهمالسلام ، عن كتبهم المقدسة ليعلم المخاطب أن اعتراضاتهم ليست بشيء وليس غرضي سوء الاعتقاد في أقوال الأنبياء عليهمالسلام ، لأنها ليست بثابتة الإسناد إليهم ثبوتا قطعيا ، بل حكمها حكم الروايات الضعيفة المروية بروايات الآحاد. فالغلط منها ليس بقولهم يقينا ، والاعتراض عليه حق. فأقول : الأول الخبر المنقول في الباب السادس من سفر التكوين. والثاني الخبر المنقول في الآية الثامنة من الباب السابع من كتاب أشعيا. والثالث الخبر المنقول في الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء. والرابع الخبر المندرج في الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيال. والخامس الخبر المندرج في الباب الثامن من كتاب دانيال. والسادس الخبر المندرج في الباب التاسع من الكتاب المذكور. والسابع الخبر المندرج في الباب الثاني عشر من الكتاب المذكور. والثامن الخبر المندرج في الباب السابع من سفر صموئيل الثاني. والتاسع الخبر المندرج في الآية ٣٩ و ٤٠ من الباب الثاني عشر من إنجيل متّى. والعاشر الخبر المندرج في الآية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من الباب السادس عشر من إنجيل متّى. والحادي عشر الخبر المندرج في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متّى. والثاني عشر الخبر المندرج في الباب العاشر من إنجيل متّى. وكلها غلط ، كما عرفت هذه الأمور في الباب الأول. فإن أراد أحد منهم أن يعترض على أخبار من الإخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث فعليه أن يبين أولا صحة هذه الإخبارات المندرجة في كتبهم التي أشرت إليها الآن ، ثم يعترض (١).
__________________
(١) ما زلنا في المسلك الأول من الفصل الأول من الباب السادس. وكان المؤلف قد نبّه إلى أنه سوف يورد معجزات محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على نوعين : الإخبار ، والأفعال. وكان النوع الأول ـ أي الإخبار ـ قد انتهى. وهو يتابع إيراد المعجزات ، على النوع الثاني ، أي الأفعال ، وهذا ما تتضمنه الفقرات الآتية.