من الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى. وقد عرفت في الشاهد التاسع والعشرين من المقصد الثاني من الباب الثاني أنه غلط. على أن هذا الحال يوجد في الباب الحادي عشر من كتاب زكريا ولا مناسبة له بالقصة التي نقلها متّى ، لأن زكريا عليهالسلام بعد ما ذكر اسمي عصوين ورعي قطيع ، يقول هكذا ترجمة عربية سنة ١٨٤٤ : «١٢ وقلت لهم ان حسن في أعينكم فهاتوا أجري وإلا فكفوا. فوزنوا أجري ثلاثين من الفضة ١٣ وقال لي الرب : ألقها إلى صناع التماثيل ثمنا كريما اثموني به. فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها في بيت الرب إلى صناع التماثيل». فظاهر كلام زكريا أنه بيان حال لا إخبار عن الحادثة الآتية ، وأن يكون آخذ الدراهم من الصالحين مثل زكريا عليهالسلام لا من الكافرين مثل يهودا. والخبر السابع : ما نقله مقدسهم بولس في الآية السادسة من الباب الأول من الرسالة العبرانية. وقد عرفت حاله في الفصل الثالث أنه غلط لا يصدق على عيسى عليهالسلام. والخبر الثامن : الآية الخامسة والثلاثون من الباب الثالث عشر من إنجيل متّى هكذا : «لكي يتمّ ما قيل بالنبيّ القائل سأفتح بأمثال فمي وأنطق بمكتوبات منذ تأسيس العالم». وهو إشارة إلى الآية الثانية من الزبور الثامن والسبعين ، لكنه ادعاء محض وتحكم بحت. لأن عبارة هذا الزبور هكذا : «٢ أفتح بالأمثال فمي وأنطق بالذي كان قديما ٣ كل ما سمعناه وعرفناه وآباؤنا أخبرونا ٤ ولم يخفوه عن أولادهم إلى الجيل الآخر ، إذ يخبرون بتسابيح الرب وقواته وعجائبه التي صنع ٥ إذ أقام الشهادة في يعقوب ووضع الناموس في إسرائيل ، كل الذي أوصى آباؤنا ليعرّفوا به أبناءهم ٦ لكيما يعلم الجيل الآخر بينهم المولدين ٧ فيقومون أيضا ويخبرون به أبناءهم ٨ لكي يجعلوا اتّكالهم على الله ، ولا ينسوا أعمال الله ويلتمسوا وصايا ٩ لئلا يكونوا مثل آبائهم الجيل الأعرج المتمرد الذي لم يستقم قلبه ولا آمنت بالله روحه». وهذه الآيات الصريحة في أن داود عليهالسلام يريد نفسه ، ولذا عبّر عن نفسه بصيغة المتكلم ، ويروي الحالات التي سمعها من الآباء ليبلغ إلى الأبناء على حسب عهد الله ، لتبقى الرواية محفوظة. وبيّن من الآية العاشرة إلى الخامسة والستين حال إنعامات الله والمعجزات الموسوية وشرارة بني إسرائيل وما لحقهم بسببها ثم قال : «٦٥ واستيقظ الرب كالنائم مثل الجبار المفيق من الخمر ٦٦ فضرب أعداءه في الوراء وجعلهم عارا إلى الدهر ٦٧ وأبعد محله يوسف ولم يختر سبط إفرام ٦٨ بل اختار سبط يهوذا لجبل صهيون الذي أحب ٦٩ وبنى مثل وحيد القرن قدّسه وأسسه في الأرض إلى الأبد ٧٠ واختار داود عبده وأخذه من مراعي الغنم ٧١ ومن خلف المرضعات أخذه ليرعى من مراعي الغنم ٧١ ومن خلف المرضعات أخذه ليرعى يعقوب عبده وإسرائيل ميراثه ٧٢ فرعاهم بدعة قلبه وبفهم يديه أهداهم». وهذه الآيات الأخيرة أيضا دالة صراحة في أن هذا الزبور في حق داود عليهالسلام. فلا علاقة لهذا بعيسى عليهالسلام. والخبر التاسع : في الباب الرابع من