«من لا يحبّ الرب يسوع المسيح فليكن مفروزا مارن أتى أي الرب قد جاء». فمع قطع النظر عن صحة اللفظ الأصل ، أقول ان المترجم الأخير قد زاد من جانب نفسه التفسير ، وقال أي الرب قد جاء. وهذه شواهد التفسير. فثبت مما ذكرنا أن ترجمة الأسماء أو تبديلها بألفاظ أخر ، وكذا إلحاق التفسيرات من جانب أنفسهم من عاداتهم الجيلية سلفا وخلفا. فلا بعد في أن ترجموا اسما من أسماء النبيّ صلىاللهعليهوسلم أو بدلوه بلفظ آخر أو زادوا بطريق التفسير أو غير التفسير شيئا بحيث يخل الاستدلال بحسب الظاهر. ولا شك أن اهتمامهم في هذا الأمر كان زائدا على الاهتمام الذي كان لهم في مقابلة فرقهم ، وما قصروا في التحريف في مقابلتهم ، على ما عرفت في الباب الثاني من قول هورن : «إن هذا الأمر أيضا. محقق أن بعض التحريفات القصدية صدرت عن الذين كانوا من أهل الديانة والدين ، وكانت هذه التحريفات ترجّح بعدهم لتؤيد بها مسألة مقبولة أو يدفع بها الاعتراض الوارد. مثلا ترك قصدا الآية الثالثة والأربعين من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا لأن بعض أهل الديانة ظنوا أن تقوية الملك للرب مناف لألوهيته ، وتركت قصدا في الباب الأول من إنجيل متّى هذه الألفاظ قبل أن يجتمعا في الآية الثامنة عشر. وهذه الألفاظ ابنها البكر في الآية الخامسة والعشرين لئلا يقع الشك في البكارة الدائمة لمريم عليهاالسلام ، وبدل لفظ اثنتي عشرة بأحد عشر في الآية الخامسة من الباب الخامس عشر من الرسالة الأولى إلى أهل قورنيثوس لئلا يقع إلزام الكذب على بولس ، لأن يهوذا الاسخريوطي كان قد مات قبل ، وترك بعض الألفاظ في الآية الثانية والثلاثين من الباب الثالث عشر من إنجيل مرقس ، ورد هذه الألفاظ بعض المرشدين أيضا لأنهم تخيلوا أنها مؤيدة لفرقة إيرين ، وزيد بعض الألفاظ في الآية الخامسة والثلاثين من الباب الأول من إنجيل لوقا في الترجمة السريانية والفارسية والعربية وأتهيؤ بك وغيرها من التراجم وفي كثير من نقول المرشدين في مقابلة فرقة يؤتي كينس لأنها كانت تنكر أن عيسى فيه صفتان». انتهى كلامه. فإذا كانت خصلة أهل الدين والديانة ما عرفت ، فما ظنك بغير أهل الديانة؟ بل الحق أن التحريف القصدي بالتبديل والزيادة والنقصان من خصالهم كلهم أجمعين. فبعض الإخبارات التي نقلها العلماء الأسلاف من أهل الإسلام مثل الإمام القرطبي وغيره ولا تجدها موافقة في بعض الألفاظ للتراجم المشهورة الآن فسببه غالبا هذا التغير ، لأن هؤلاء العلماء من أهل الإسلام نقلوا عن الترجمة العربية التي كانت رائجة في عهدهم ، وبعد زمانهم وقع الإصلاح في تلك الترجمة. ويحتمل أن يكون ذاك السبب اختلاف التراجم ، لكن الأول هو المعتمد لأنا نرى أن هذه العادة جارية إلى الآن في تراجمهم ورسائلهم. ألا ترى إلى ميزان الحق أن نسخه ثلاث : الأولى النسخة القديمة ورد عليها صاحب الاستفسار ، ولما رد عليها وتنبه مصنفها أصلح النسخة القديمة فزاد في بعض المواضع ، ونقص في البعض ، ثم