«من يذبح للأوثان فليقتل». فكان قتلهن واجبا. وأيضا أنهن أغوين قلبه ، فكان رجمهن واجبا ، على ما هو مصرّح به في الباب الثالث عشر من سفر الاستثناء. وهو ما أجرى عليهم الحدود إلى آخر حياته. فالعجب أن داود وسليمان عليهماالسلام ما أجريا حدود التوراة على أنفسهما ، ولا على أهل بيتهما. فأية مداهنة أزيد من هذا؟ أهذه الحدود فرضها الله للإجراء على المساكين المفلوكين فقط؟ ولم تثبت توبة سليمان عليهالسلام من موضع من مواضع العهد العتيق ، بل الظاهر عدم توبته. لأنه لو تاب لهدم المعابد التي بناها ، وكسر الأصنام التي وضعها في تلك المعابد ، ورجم تلك النساء المغويات. على أن توبته ما كانت نافعة ، لأن حكم المرتد في التوراة ليس إلا الرجم. وما ادّعى صاحب ميزان الحق في الصفحة الخامسة والخمسين من طريق الحياة المطبوعة سنة ١٨٤٧ من توبة آدم وسليمان عليهماالسلام فادّعاء بحت وكذب صرف.
٢٨ ـ قد عرفت في الأمر السابع من مقدمة الكتاب أن النبيّ الذي كان في بيت إيل كذب في تبليغ الوحي ، وخدع لأجل الله المسكين ، وألقاه في غضب الرب وأهلكه.
٢٩ ـ في الباب العاشر من سفر صموئيل الأول في حق شاوول ملك إسرائيل السفاك المشهور هكذا : «١٠ وأتوا إلى الرابية ، وإذا صف من الأنبياء استقبله ، وحل عليه روح الرب فتنبأ بينهم ١١ وحينما نظره الذين يعرفونه من أمس وقبل من الأمس ، فإذا هو مع الأنبياء متنبي. قال كل امرئ منهم لصاحبه : ما هذا الذي أصاب ابن قيس ، ان شاوول في الأنبياء ١٢ فأجاب بعضهم البعض وقالوا من أبوهم؟ من أجل هذا صار مثلا هل أيضا شاوول في الأنبياء ١٣ وفرغ مما تنبأ فأتى إلى الخضيرة». والآية السادسة من الباب الحادي عشر من سفر صموئيل الأول هكذا : «فاستقام روح الله على شاوول حين سمع هذا القول واحتمى غضبه جدا». يعلم من هذه العبارات أن شاوول كان مستفيضا بروح القدس ، وكان يخبر عن الحالات المستقبلة. وفي الباب السادس عشر من السفر المذكور : «وابتعد روح الله من شاوول وصار روح ردي يعذبه بأمر الرب». ويعلم منه أن هذا النبيّ سقط عن درجة النبوّة ، فابتعد عنه روح الله ، وتسلط عليه روح الشيطان. وفي الباب التاسع عشر من السفر المذكور هكذا : «٢٣ فانطلق شاوول إلى نويت التي في الرامة وحلت عليها أيضا روح الرب ، فجعل يسير ويتنبأ حتى انتهى إلى نويت في الرامة ٢٤ وخلع هو ثيابه وتنبأ هو أيضا أمام صموئيل ، وسقط عريان نهاره ذلك كله وليلته تلك كلها. فصار مثلا هل شاوول في الأنبياء؟ فحصل لهذا النبيّ الساقط عن درجة النبوّة هذه الدرجة العليا مرة أخرى ، ونزل عليه روح القدس نزولا قويا بحيث رمى ثيابه وصار عريانا. وكان على هذه الحالة يوما بليلته. فهذا النبيّ الجامع بين