الجلاء واستجازوا أن يخرجوا من مملكته. لكنه ما قبل هذا الأمر منهم أيضا. ولما جلس إدوارد الأول على سرير السلطنة ختم الأمر بأن نهب أموالهم كلها ، ثم أجلاهم من مملكته. فأجلي أزيد من خمسة عشر ألف يهودي في غاية العسر». ثم قال في الصفحة ٣٢ : «نقل مسافر اسمه سوتي أنه كان حال قوم برتكال قبل خمسين عاما أنهم كانوا يأخذون اليهودي ويحرقونه بالنار ، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إحراقه كاجتماع يوم العيد ، وكانوا يفرحون ، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه لأجل الفرح». ثم قال في الصفحة ٣٣ : «إن البابا الذي هو عظيم فرقة كاتلك قرر عدة قوانين شديدة في حق اليهود». انتهى كلام كشف الآثار في قصص أنبياء بني إسرائيل. وقال صاحب سير المتقدمين «إن السلطان السادس من قسطنطين الأول أمر بمشورة أمرائه في سنة ٣٧٩ أن يتنصر كل من هو في السلطنة الرومية ، ويقتل من لم يتنصر». انتهى. وأي إكراه أزيد من هذا؟ ولطامس نيوتن تفسير على الأخبار عن الحوادث المستقبلة المندرجة في الكتب المقدسة ، وطبع هذا التفسير سنة ١٨٠٣ في البلد لندن. ففي الصفحة ٦٥ من المجلد الثاني في بيان تسلط أهل التثليث على أورشليم هكذا : «فتحوا أورشليم في الخامس عشر من شهر تموز الرومي سنة ١٠٩٩ بعد ما حاصروا خمس أسبوعات ، قتلوا غير المسيحيين ، فقتلوا أزيد من سبعين ألفا من المسلمين ، وجمعوا اليهود وأحرقوهم ، ووجدوا في المساجد غنائم عظيمة». انتهى. وإذا عرفت حال ظلمهم في حق اليهود خصوصا ، وفي حق رعية السلطنة عموما ، وما فعلوا عند تسلطهم على أورشليم ، فالآن أذكر نبذا مما فعل كاتلك بالنسبة إلى غيرهم من المسيحيين. وأنقل هذه الحالات عن كتاب الثلاث عشرة رسالة الذي طبع في بيروت سنة ١٨٤٩ من الميلاد باللسان العربي فأقول : قال في الصفحة ١٥ و ١٦ : «أما الكنيسة الرومانية فقد استعملت مرات كثيرة الاضطهادات والطرد المزعج ضد الپروتستانت أي الشهود أو بالحري الشهداء ، وذلك في ممالك أوروبا. ويظن أنها أحرقت في النار أقل ما يكون مائتين وثلاثين ألفا من الذين آمنوا بيسوع دون البابا ، واتخذوا الكتب المقدسة وحدها هدى وإرشادا لإيمانهم وأعمالهم. وقد قتلت أيضا منهم ألوف وربوات بحدّ السيف والحبوس والكلبتين ـ وهي آلة لتخليع المفاصل بالجذب ـ وأفظع العذابات المتنوعة. ففي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل ، وذلك في اليوم الملقب بيوم مار برثولماوس. وعلى هذا الأسلوب أذيالها مختضبة بدماء القديسين». انتهى كلامه بلفظه. وفي الصفحة ٣٣٨ في الرسالة الثانية عشر من الكتاب المذكور : «يوجد قانون وضع في المجمع الملتم في توليد وفي إسبانيا ، يقول : إننا نضع قانونا أن كل من يقبل إلى هذه المملكة فيما بعد لا نأذن له أن يصعد إلى الكرسي إن لم يحلف أولا أنه لا يترك أحدا غير كاثوليكي يعيش في مملكته ، وإن كان بعد ما أخذ الحكم