الأراتقة». ثم في الصفحة ٣٤٧ و ٣٤٨ : «والمؤرخ منتوان المتقدم في رئاسة الكرمليين مع غيره من المؤرخين يخبرنا عن كاروز بالإنجيل معتبر يقال له ثوما من رودن أحرقه البابا بالنار ، لأنه كرز ضد فسادات الكنيسة الرومانية. والمؤرخون يدعونه قديسا وشهيدا حقيقيا للمسيح». وفي الصفحة ٣٥٠ إلى ٣٥٥ : «في سنة ١١٩٤ أمر الديفونسو ملك أراغون في اسبانيا بنفي الواضيين من بلاده لأنهم أراتقة. وفي سنة ١٢٠٦ رغما عن الأمير رايمون ، وإلى مدينة ثولوس ، أرسل البابا قضاة بيت التفتيش إلى تلك المدينة ، لأن الأمير المذكور كان قد أبى أن ينفي هؤلاء الواضيين. ثم بعد قليل أرسل ملك فرنسا بطلب البابا إلى تلك المدينة ونواحيها عسكرا عدده ثلاثمائة ألف ، فحاصر الأمير رايمون في مدينته لأجل المحاماة عن نفسه ولكي يدافع القوة بالقوة. فانذبح في ذلك القتال ألف ألف ، وانكسر أهل رايمون ، وأحاط بهم كل صنف من الإهانات والعذابات. وكان البابا في حركة هذه الحروب يقول لقومه إننا نعظمكم ونحتم عليكم أن تجتهدوا في ملاشاة هذه الأراتقة الخبيثة أرتقة الألبجيين ـ أي الواضيين ـ وتطردوهم بيد قوية أشد مما يكون ضد الساراجين أي المسلمين. وفي سنة ١٤٠٠ في آخر شهر كانون الأول قام أهل البابا بغتة على الواضيين في أوديابيت مونت بلاد ملك سردينيا ، فهربوا من وجوههم بلا قتال. ولكن قتل منهم كثيرون بالسيف ، وكثيرون ماتوا بالثلج. ثم أن البابا بعد ذلك بسبع وثمانين سنة كلف البرتوس أرشيديا كونوس في مدينة كريمونا أن يحارب الواضيين في النواحي القبلية من فرنسا ، وفي أوديابيت مونت حيث بقي البعض منهم من الذين رجعوا بعد الحرب في سنة ١٤٠٠. وهذا الرجل المذكور تقدم حالا ومعه ثمانية عشر ألف محارب ، وأقام تلك الحرب التي استمرت نحو ثلاثين سنة على المسيحيين الذين قالوا نحن في كل وقت نكرم الملك ونؤدي الجزية ، ولكن أرضنا وديانتنا التي ورثناها من الله ومن آبائنا لا نريد أن نتركها. وفي كالابريا من بلاد إيطاليا سنة ١٥٦٠ قتل ألوف ألوف من الپروتستنتيين ، بعضهم قتل من العسكر ، وبعضهم من محكمة بيت التفتيش. قال أحد المعلمين الرومانيين : إنني أرتعد كلما أفتكر بذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه ، والمنديل يقطر دما بيده ، وهو متلطخ بيديه إلى الأكارع ، يسحب واحدا بعد واحد من السجن ، كما يفعل الجزار بالغنم وفي سنة ١٦٠١ نفى دوك السافوي خمسمائة عيلة من الواضيين. وأيضا سنة ١٦٥٥ وسنة ١٦٧٦ تجددت الاضطهادات عليهم في أوديابيد مونت لأن الملك لويس الرابع عشر بإشارة من البابا تقدم إليهم بجيشه ، وهم في بيوتهم بغاية الطمأنينة ، فذبح العسكر خلقا كثيرا منهم ووضعوا في الحبس أكثر من عشرة آلاف. فمات كثير منهم من الزحام والجوع. والذين سلموا أخرجوهم لكي ينزحوا من تلك البلاد. وكان ذلك اليوم شديد البرد ، والأرض مغطاة بالثلج والجليد. فكان كثير من الأمهات وأولادهن في أحضانهن موتى