على جانب الطريق من البرد. وكارلوس الخامس سنة ١٥٢١ أخرج أمرا في طرد الپروتستنتيين في بلاد فلامنك عن رأي البابا. وبسبب ذلك قتل خمسمائة ألف نفر. وبعد كارلوس تولى ابنه فيلبس. ولما ذهب إلى اسبانيا سنة ١٥٥٩ استخلف الأمير ألفا على طرد الپروتستنتيين ، والمذكور في أشهر قليلة قتل على يد الجلاد الملوكي الشرعي ثمانية عشر ألفا. وبعد ذلك كان يفتخر بأنه قتل في كل المملكة ستة وثلاثين ألفا. والقتيل الذي يذكره المعلم كين في عيد مار برثولماوس كان في ٢٤ آب سنة ١٥٧٢ في وقت السلامة الكاملة وكان الملك ـ ملك فرنسا ـ قد وعد بأخته لأمير نافار ، وهو من علماء الپروتستنتيين وأشرافهم ، ثم اجتمع هو وأصدقاء أعيان كنيستهم في باريس لأجل استتمام الوعد بالزواج. ولما ضربت النواقيس لأجل الصلاة الصباحية قاموا بغتة حسب اتفاقهم السابق على الأمير وأصحابه وعلى جميع الپروتستنتيين في باريس فذبحوا منهم للوقت عشرة آلاف نفر. وهكذا جرى أيضا في روين وليون وأكثر المدن في تلك البلاد ، حتى قال البعض من المؤرخين أنه قتل نحو ستين ألفا. واستمر هذا الاضطهاد مدة ثلاثين سنة ، لأن الپروتستنتيين مسكوا سلاحهم لكي يدفعوا القوة بالقوة. ومات في هذا الحرب منهم تسعمائة ألف. ولما سمع في رومية فعل ملك فرنسا في عيد مار برثولماوس أطلقوا المدافع من الأبراج ، وذهب البابا مع الكرديناليين ليرتل مزمور الشكر في كنيسة مار بطرس ، وكتب شكرا وتعظيما للملك على الخبر والجميل الذي صنعه مع الكنيسة الرومانية بهذا العمل. فلما جلس الملك هنري الرابع على كرسي فرنسا قطع هذا الاضطهاد سنة ١٥٩٣. ولكن يظن أنه قتل لأجل عدم تسليمه بالاغتصاب في أمر الدين. ثم أنه في سنة ١٦٧٥ تجدد الاضطهاد. وبعد ما قتل خلق كثير يقول المؤرخون أن خمسين ألفا اضطروا أن يتركوا بلادهم لكي ينجوا من الموت». انتهى كلامه. ونقلت عبارة هذا الكتاب بألفاظها من الرسالة الثانية عشر.
وإذا عرفت حال ظلم فرقة كاتلك ، فاعلم أن حال ظلم فرقة پروتستنت قريب منه. وأنقل هذا الحال عن كتاب مرآة الصدق الذي ترجمه القسيس طامس انكلس من علماء كاتلك من اللسان الانكليزي إلى أردو ، وطبع سنة ١٨٥١ من الميلاد. ويوجد هذا الكتاب عند أهل هذه الفرقة في الهند كثيرا. في الصفحة ٤١ و ٤٢ : «سلب پروتستنت في ابتداء أمرهم ستمائة وخمسة وأربعين رباطا ، وتسعين مدرسة وألفين وثلاثمائة وستة وسبعين كنيسة ، ومائة عشر مارستانات من ملاكها ، فباعوا بثمن بخس وقاسمها الأمراء فيما بينهم ، وأخرجوا ألوفا من المساكين المفلوكين عريانين من هذه الأمكنة». ثم قال في الصفحة ٤٥ : «امتد طمعهم أنهم ما تركوا الأموات أيضا آذوا أجسادهم في نوم العدم وسلبوا أكفانهم». ثم قال في الصفحة ٤٨ و ٤٩ : «وضاعت في هذه الغنائم كتبخانات ذكرها جيء بيل متحسرا بهذه