الرابع : في الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «٣٩ وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رءوسهم ٤٠ قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام ، خلص نفسك إن كنت ابن الله ، فأنزل الآن عن الصليب ٤١ وكذلك رؤساء الكهنة أيضا وهم يستهزءون مع الكتبة والشيوخ قالوا : خلص آخرين ، وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به ٤٣ قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده لأنه قال أنا ابن الله ٤٤ وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه ليعيرانه». فما خلص نفسه عيسى عليهالسلام في هذا الوقت ، وما نزل عن الصليب ، وإن عيره المجتازون. ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ واللصان ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ كانوا يقولون انه إن نزل عن الصليب نؤمن به. فكان عليه لدفع العار ولإلزام الحجة أن ينزل مرة عن الصليب ثم يصعد. ولكنهم لما كان مقصودهم العناد والاستهزاء ما أجابهم عيسى عليهالسلام.
والخامس : في الباب الثاني عشر من إنجيل متّى هكذا : «٣٨ حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين : يا معلم نريد أن نرى منك آية ٣٩ فأجاب وقال لهم : جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبيّ ٤٠ لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال». فطلب الكتبة والفريسيون معجزة فما أظهرها عيسى عليهالسلام في هذا الوقت ، وما أحالهم إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال. بل سبهم وأطلق عليهم لفظ الفاسق والشرير ، ووعد بالمعجزة التي لم تصدر عنه. لأن قوله (كما كان يونان في بطن الحوت إلخ) غلط بلا شبهة ، كما علمت في الفصل الثالث من الباب الأول. وإن قطعنا النظر عن كونه غلطا ، فمطلق قيامه لم ير الكتبة والفريسيون بأعينهم. ولو قام عيسى عليهالسلام من الأموات كان عليه أن يظهر نفسه على هؤلاء المنكرين الطالبين آية ليصير حجة عليهم ووفاء بالوعد. وهو ما أظهر نفسه عليهم ولا على اليهود الآخرين ولو مرة واحدة. ولذلك لا يعتقدون هذا القيام ، بل هم يقولون من ذاك العهد إلى هذا الحين ان تلاميذه سرقوا جثته من القبر ليلا.
السادس : في الباب الرابع من إنجيل متّى هكذا : «٣ فتقدم إليه المجرب وقال له : إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا ٤ فأجاب وقال : مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ٥ ثم أخذ إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل ٦ وقال له : إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل ، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك ٧ قال له يسوع : مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك». فطلب إبليس على سبيل الامتحان من عيسى عليه