الكبير : «والنوع الثاني من خسارتهم تكذيبهم بآيات الله. والمراد منه قدحهم من معجزات النبيّ صلىاللهعليهوسلم وطعنهم فيها وإنكارهم كون القرآن معجزة باهرة بيّنة». انتهى. وفي تلك السورة أيضا : (وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ) [الأنعام : ١٢٤]. وفي التفسير الكبير في تفسير قوله (وَإِذا جاءَتْهُمْ) أنهم متى ظهرت لهم معجزة باهرة. انتهى. والبابا الكزندر كان يعتقد أن محمدا صلىاللهعليهوسلم صاحب الإلهام ، وإن لم يكن ذلك الإلهام عنده واجب التسليم. وقع في المجلد الخامس من كتابه المسمى بدنيد هي هذه الفقرة : «يا محمد ، إن الحمامة عند أذنك». ونقلت هذه الفقرة عن المجلد المطبوع سنة ١٨٩٧ وسنة ١٨٠٦ في لندن لكنها في النسخة الأولى في الصفحة ٢٦٧ ، وفي النسخة الثانية في الصفحة ٣٠٣ ، ولعلّ البابا أسند إلهام محمد صلىاللهعليهوسلم إلى الحمامة ، لأن الإلهام عند المسيحيين يكون بواسطة روح القدس وقد نزل روح القدس على عيسى عليهالسلام بعد ما فرغ من الاصطباغ على صورة الحمامة ، كما هو مصرّح به في الباب الثالث من إنجيل متّى فظن أن إلهام محمد صلىاللهعليهوسلم يكون بواسطة الحمامة.
المطعن الثالث : باعتبار النساء. وهو على خمسة أوجه : الأول : ان المسلمين لا يجوز لهم أزيد من أربع زوجات ، ومحمد صلىاللهعليهوسلم لم يكتف بها بل أخذ تسعا لنفسه ، وأظهر حكم الله في حقه أن الله أجازني لأن أتزوّج بأزيد من أربع. والثاني : ان المسلمين يجب العدل عليهم بين نسائهم ، وأظهر حكم الله في حقه أن هذا العدل ليس بواجب عليه. والثالث : انه دخل بيت زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فلما رفع الستر وقع نظره على زينب بنت جحش زوجة زيد رضي الله عنهما ، فوقعت في نفسه ، وقال سبحان الله. فلما اطلع زيد على هذا الأمر طلقها ، فتزوّج بها ، وأظهر أن الله أجازني للتزويج. والرابع : انه خلا بمارية القبطية رضي الله عنها في بيت حفصة رضي الله عنها في يوم نوبتها ، فغضبت حفصة رضي الله عنها. فقال محمد صلىاللهعليهوسلم : حرمت مارية على نفسي. ثم لم يقدر أن يبقى على التحريم ، فأظهر أن الله أجازه لإبطال اليمين بأداء الكفارة. والخامس : انه يجوز في حق متبعيه إن مات أحد منهم أن يتزوّج الآخر زوجته بعد انقضاء عدتها ، وأظهر حكم الله في حقه أنه لا يجوز لأحد أن يتزوّج زوجة من زوجاته بعد مماته. وهذه الوجوه الخمسة منتهى جهدهم في المطعن باعتبار النساء. وتوجد هذه الوجوه كلها أو بعضها في أكثر رسائلهم مثل ميزان الحق ، وتحقيق الدين الحق ، ودافع البهتان ، ودلائل إثبات رسالة المسيح ، ودلائل النبوّة ، ورد اللغو وغيرها. وأنا أمهد أمورا ثمانية يظهر منها جواب هذه الوجوه كلها فأقول :