يتركونها في الأسواق لا في القفر حتى تموت جوعا وعطشا.
٦ ـ في الباب الخامس والعشرين من سفر الاستثناء هكذا : «٥ إذا سكن إخوة جميعا فمات أحدهم وليس له ولد فلا تتزوّج امرأة الميت برجل غريب ، ولكن يأخذها أخوه ويقيم زرع أخيه ٦ والولد البكر الذي يكون منها فليسمه باسم أخيه لئلا يبطل اسمه من إسرائيل ٧ فإن لم يرض أن يأخذ امرأة أخيه التي تحق له بالسنة فتذهب المرأة إلى باب القرية ، إلى المشيخة ، وتقول لهم ان أخا زوجي لا يريد أن يقيم اسم أخيه في إسرائيل ، ولا يريد أن يأخذني له زوجة ٨ ولوقتهم يطلبونه ويسألونه. فإن أجاب وقال لا أريد أن أتزوّجها ٩ فتدنو المرأة منه قدام المشايخ وتخلع الخف من رجله وتبصق في وجهه ، وتقول : هكذا يفعل بكل رجل لا يعمر بيت أخيه ١٠ ويدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع الخف». وهذا الحكم عجيب أيضا لأن امرأة الميت قد تكون عوراء أو عمياء أو عرجاء أو شوهاء قبيحة الصورة أو غير عفيفة أو معيبة بعيب آخر. فكيف يرضى بها الرجل؟ وهذه الإقامة لزرع أخيه أيضا عجيبة ، وأعجب منها أن علماء پروتستنت تركوا هذا الحكم العظيم الشأن ، وقالوا : «لا يحل للرجل أن يتزوج زوجة أخيه». كما هو مصرّح به في جدول القرابة والنسب من كتاب الصلاة العامة وغيرها من رسوم الكنيسة وطقوسها على موجب استعمال الكنيسة الانكليزية والإرلندية المطبوع سنة ١٨٤٠ في فالته ، مع أن بيان المحرمات لا يوجد في الإنجيل وما أخذوها إلا من التوراة.
الأمر الخامس : أن المتقشف إذا كان جل همته الاعتساف يعترض بأمثال اعتراضاتهم على المسيح عليهالسلام والحواريين. في الباب السابع من إنجيل لوقا هكذا : «٣٣ جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون به شيطان ٣٤ وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطأة ٣٦ وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه ، فدخل بيت الفريسي واتكأ ٣٧ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة ، إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي ، جاءت بقارورة طيب ٣٨ ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع ، وكانت تمسحها بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب ٣٩ فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك ، تكلم في نفسه قائلا : لو كان هذا نبيا لعلم هذه الامرأة التي تلمسه وما هي أنها خاطئة ٤٤ ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان : أتنظر هذه المرأة أني دخلت بيتك ، وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها ٤٥ قبلة لم تقبلني ، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي ٤٦ بزيت لم تدهن رأسي ، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي ٤٧ من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا ، والذي يغفر له قليل يحب قليلا ٤٨ ثم قال لها مغفورة لك خطاياك