أحق من غيرهم. والحمل على المعنى الحقيقي في كل موضع من أمثال هذه المواضع في كلام الله وفي أدعية الأنبياء وتضرعاتهم خطأ وضلال. وشواهده كثيرة في كتب العهدين سيما الزبور. وأنا أنقل على سبيل الأنموذج بعضا منها. / ١ / في الباب العاشر من إنجيل مرقس ، والثامن عشر من إنجيل لوقا هكذا : «١٧ وفيما هو خارج إلى الطرق ركض واحد وجثا له وسأله : أيها المعلم الصالح ، ما ذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ ١٨ فقال له يسوع : لما ذا تدعوني صالحا ، ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله». انتهى بعبارة مرقس. فأقرّ عيسى عليهالسلام بأني لست صالحا ولا صالح إلا الله وحده. / ٢ / في الزبور الثاني والعشرين هكذا : «١ إلهي ، إلهي ، انظر ، لما ذا تركتني؟ تباعد عني خلاصي بكلام جهلي ٢ إلهي ، بالنهار أدعوك. فلم تستجب لي. وبالليل ، فلم تحفل بي». ولما كان آيات هذا الزبور راجعة إلى عيسى عليهالسلام على زعم أهل التثليث فكان القائل بها عندهم هو عيسى عليهالسلام. / ٣ / الآية السادسة والأربعون من الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي ، لما شبقتني؟ أي إلهي إلهي ، لما ذا تركتني؟». / ٤ / في الباب الأول من إنجيل مرقس هكذا : «٤ كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ٥ وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم ٩ وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل ، واعتمد من يوحنا في الأردن». وكانت هذه المعمودية معمودية التوبة بمغفرة الخطايا ، كما صرّح مرقس في الآية الرابعة والخامسة. والآية الثالثة من الباب الثالث من إنجيل لوقا هكذا : «فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا». وفي الآية الحادية عشر من الباب الثالث من إنجيل متّى هكذا : «أنا أعمدكم بماء للتوبة». إلخ وفي الآية الرابعة والعشرين من الباب الثالث عشر من كتاب الأعمال هكذا : «إذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب إسرائيل». والآية الرابعة من الباب التاسع عشر من كتاب الأعمال هكذا : «فقال بولس أن يوحنا عمد بمعمودية التوبة». إلخ. فهذه الآيات كلها تدل على أن هذه المعمودية كانت معمودية التوبة لمغفرة الخطايا فمتى سلم اعتماد عيسى من يحيى عليهماالسلام لزم تسليم اعترافه بالخطايا والتوبة منهما أيضا ، لأن حقيقة هذا الاعتماد ليست غير ذاك. وفي الباب السادس من إنجيل متّى في الصلاة التي علمها عيسى عليهالسلام تلاميذه هكذا : «واغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر أيضا للمذنبين إلينا ، ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير». والظاهر أن عيسى عليهالسلام كان يصلي تلك الصلاة التي علمها تلاميذه ، ولم يثبت من موضع من مواضع الإنجيل أنه ما كان يصلي هذه الصلاة. وستعرف في الأمر الثاني أنه كان كثير الصلاة ، فلزم أن يكون دعاؤه باغفر لنا ذنوبنا