معلّمة بعلامة الشك في المتن وأورد في شرحه أدلة على كونها إلحاقية». ثم نقل أدلّة فقال : «فثبت منها أن هذه العبارة مشتبهة سيما إذا لاحظنا العادة الجبلية للكاتبين بأنهم كانوا أرغب في إدخال العبارات من إخراجها». انتهى. وكريسباخ عند فرقة بروتستنت من العلماء المعتبرين وإن لم يكن نورتن كذلك عندهم فقول كريسباخ حجّة عليهم.
ولم يثبت بالسند الكامل أن الإنجيل المنسوب إلى يوحنّا من تصنيفه ، بل هاهنا أمور تدلّ على خلافه الأول : إن طريق التصنيف في سالف الزمان قبل المسيح عليهالسلام وبعده كان مثل الطريق المروج الآن في أهل الإسلام ، كما عرفت في الأمر الرابع من حال التوراة ، وستعرف في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث من الباب الثاني. ولا يظهر من هذا الإنجيل أن يوحنا يكتب الحالات التي رآها بعينه والذي يشهد له الظاهر مقبول ما لم يقم دليل قوي على خلافه. والثاني : إن الآية الرابعة والعشرين من الباب الحادي والعشرين من هذا الإنجيل هكذا : «هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا وتعلم أن شهادته حقّ». فقال كاتبه في حقّ يوحنّا هذه الألفاظ : «هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا» وشهادته بضمائر الغائب ، وقال في حقّه (تعلم) على صيغة المتكلم ، فعلم أن كاتبه غير يوحنّا. والظاهر أن هذا الغير وجد شيئا من مكتوبات يوحنّا فنقل عنه مع زيادة ونقصان. والله أعلم. والثالث : إنه لمّا أنكر على هذا الإنجيل في القرن الثاني بأنه ليس من تصنيف يوحنا ، وكان في هذا الوقت أرينيوس الذي هو تلميذ پوليكارب الذي هو تلميذ يوحنّا الحواري موجودا ، فما قال في مقابلة المنكرين إني سمعت من پوليكارب ان هذا الإنجيل من تصنيف يوحنّا الحواري. فلو كان هذا الإنجيل من تصنيفه لعلم پوليكارب وأخبر أرينيوس. ويبعد كل البعد أن يسمع أرينيوس من پوليكارب الأشياء الخفيفة مرارا وينقل ولا يسمع في هذا الأمر العظيم الشأن مرة أيضا. وأبعد منه احتمال أنه سمع لكن نسي لأنه كان يعتبر الرواية اللسانية اعتبارا عظيما ويحفظها حفظا جيدا. نقل يوسي بوسي في الصفحة ٢١٩ من الباب العشرين من الكتاب الخامس من تاريخه المطبوع سنة ١٨٤٧ قول أرينيوس في حق الروايات اللسانية هكذا : «سمعت هذه الأقوال بفضل الله بالإمعان التامّ وكتبتها في صدري لا على الورق وعادتي من قديم الأيام أنّي أقرؤها دائما». انتهى. ويستبعد أيضا أنه كان حافظا لكنه ما نقل في مقابلة الخصم. وعلم من هذا الوجه أن المنكرين أنكروا كون هذا الإنجيل من تصنيف يوحنّا في القرن الثاني ، وما قدر المعتقدون أن يثبتوه. فهذا الإنكار ليس بمختصّ بنا. وستعرف في جواب المغالطة الأولى أن سلسوس من علماء المشركين الوثنيين كان يصيح في القرن الثاني بأن المسيحيين بدّلوا أناجيلهم ثلاث مرّات أو أربع مرّات بل أزيد من هذا تبديلا كأن مضامينها التي بدّلت ، وإن فاستس الذي هو من أعظم علماء فرقة ماني كيز كان يصيح في القرن الرابع (بأن