هذا الأمر محقّق أن هذا العهد الجديد ما صنّفه المسيح ولا الحواريون بل صنّفه رجل مجهول الاسم ونسب إلى الحواريين ورفقاء الحواريين) ، ليعتبره الناس وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغا بأن ألّف الكتب التي فيها الأغلاط والتناقضات. الرابع : في الصفحة ٢٠٥ من المجلد السابع المطبوع سنة ١٨٤٤ من كاتلك هرلد هكذا : «كتب أستادلن في كتابه إن كافّة إنجيل يوحنّا تصنيف طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية بلا ريب». انتهى. فانظروا أستادلن كيف ينكر كون هذا الإنجيل من تصنيف يوحنّا ، وكيف يقول إنه من تصنيف بعض الطلبة من مدرسة الإسكندرية. الخامس : إن المحقّق برطشنيدر قال : إن هذا الإنجيل كله ، وكذا رسائل يوحنّا ، ليست من تصنيفه ، بل صنّفها أحد في ابتداء القرن الثاني. السادس : قال المحقّق المشهور كروتيس : إن هذا الإنجيل كان عشرين بابا فألحق كنيسة أفساس الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا. السابع : إن فرق الوجين التي كانت في القرن الثاني كانت تنكر هذا الإنجيل وجميع تصانيف يوحنّا. الثامن : ستعرف في المقصد الثاني من الباب الثاني ان إحدى عشرة آية من أول الباب الثامن ردّها جمهور العلماء ، وستعرف عن قريب ان هذه الآيات لا توجد في الترجمة السريانية. فلو كان لهذا الإنجيل سند لما قال علماؤهم المحقّقون وبعض الفرق ما قالوا. فالحقّ ما قال الفاضل أستادلن والمحقّق برطشنيدر. التاسع : توجد في زمان تأليف الأناجيل الأربعة روايات واهية ضعيفة بلا سند ، يعلم منها أيضا أنه لا سند عندهم لهذه الكتب. قال هورن في الباب الثاني من القسم الثاني من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة ١٨٢٢ : «الحالات التي وصلت إلينا في باب زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرّخي الكنيسة أبتر وغير معينة لا توصلنا إلى أمر معيّن ، والمشايخ القدماء الأوّلون صدّقوا الروايات الواهية وكتبوها ، وقبل الذين جاءوا من بعدهم مكتوبهم تعظيما لهم. وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب إلى كاتب آخر وتعذّر تنفيذها بعد انقضاء المدة». انتهى. ثم قال في المجلد المذكور : «ألّف الإنجيل الأول سنة ٣٧ أو سنة ٣٨ أو سنة ٤١ أو سنة ٤٣ أو سنة ٤٨ أو سنة ٦١ أو سنة ٦٢ أو سنة ٦٣ أو سنة ٦٤ من الميلاد ، وألّف الإنجيل الثاني سنة ٥٦ وما بعدها إلى سنة ٦٥ ، والأغلب أنه ألّف سنة ٦٠ أو سنة ٦٣. وألّف الإنجيل الثالث سنة ٥٣ أو سنة ٦٣ أو سنة ٦٤. وألّف الإنجيل الرابع سنة ٦٨ أو سنة ٦٩ أو سنة ٧٠ أو سنة ٨٩ أو سنة ٩٨ من الميلاد». انتهى. والرسالة العبرانية والرسالة الثانية لبطرس والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ورسالة يعقوب ورسالة يهودا ومشاهدات يوحنّا وبعض الفقرات من الرسالة الأولى ليوحنّا إسنادها إلى الحواريين بلا حجة ، وكانت مشكوكة إلى سنة ٣٦٣ ، وبعض الفقرات المذكورة مردودة وغلط إلى الآن عند جمهور المحقّقين ، كما ستعرف في المقصد الثاني من الباب الثاني ولا يوجد في الترجمة السريانية ،