بالإثم». فيعلم من الأول أن الله يريد أن يخلّص جميع الناس ويصلون إلى معرفة الحق ، ومن الثاني أن الله يرسل عليهم عمل الضلال فيصدقون الكذب ثم يعاقبهم عليه. وعلماء بروتستنت على مثل هذا المضمون يقدحون في المذاهب الأخرى ، فيقال لهؤلاء المعترضين : أإغواء الله الناس أولا بإرسال عمل الضّلال ثم تعذيبهم عندكم قسم من أقسام النجاة والوصول إلى معرفة الحق؟
٩٤ و ٩٥ و ٩٦ ـ كتب حال إيمان بولس في الباب التاسع والباب الثاني والعشرين والباب السادس والعشرين من كتاب الأعمال وفي الأبواب الثلاثة اختلاف بوجوه شتّى ، اكتفيت منها في هذا الكتاب على ثلاثة أوجه وأوردت في كتابي إزالة الشكوك عشرة منها : الأول ، أنه وقع في الباب التاسع هكذا : «وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا». وفي الباب الثاني والعشرين هكذا : «والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلّمني». ففي الأول (يسمعون الصوت) وفي الثاني (لم يسمعوا). والباب السادس والعشرون ساكت عن سماع الصوت وعدم سماعه. الثاني : في الباب التاسع هكذا : «فقال له الربّ قم وادخل المدينة فيقال لك ما ذا ينبغي أن تفعل». وفي الباب الثاني والعشرين هكذا : «قال لي الربّ قم واذهب إلى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك أن تفعل». وفي الباب السادس والعشرين هكذا : «قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر لك به منقذا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم ، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ، ومن سلطان الشيطان إلى الله ، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين». فيعلم من البابين الأوّلين أن بيان ما ذا يفعل كان موعودا بعد وصوله إلى المدينة. ويعلم من الثالث أنه لم يكن موعودا ، بل بيّنه في موضع سماع الصوت. الثالث : يعلم من الأول أن الذين كانوا معه وقفوا صامتين ، ويعلم من الثالث أنهم كانوا سقطوا على الأرض ، والثاني ساكت عن القيام والسقوط.
٩٧ ـ الآية الثامنة من الباب العاشر من الرسالة الأولى إلى أهل قورنثيوس هكذا : «ولا تزن كما زنى أناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا». وفي الآية التاسعة من الباب الخامس والعشرين من سفر العدد هكذا : «وكان من مات أربعة وعشرون ألفا من البشر». ففيهما اختلاف بمقدار ألف. فأحدهما غلط.
٩٨ ـ الآية الرابعة عشرة من الباب السابع من كتاب الأعمال هكذا : «فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفسا». وهذه العبارة دالّة على أن يوسف