(وَهُوَ سَقِيمٌ) أي ضعيف البدن ، قال ابن مسعود رضي الله عنه كهيئة الفرخ ليس عليه ريش ، وقال السدي كهيئة الصبي حين يولد وهو المنفوس وقاله ابن عباس رضي الله عنهما وابن زيد أيضا (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ووهب بن منبه وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع. وقال هشيم عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين وفي رواية عنه كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين (١) ، وذكر بعضهم في القرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته وأنه لا يقربها الذباب وجودة تغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا وقد ثبت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يحب الدباء ويتتبعه من نواحي الصحفة (٢).
وقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) روى شهر بن حوشب عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إنما كانت رسالة يونس عليه الصلاة والسلام بعد ما نبذه الحوت ، رواه ابن جرير (٣) حدثني الحارث حدثنا أبو هلال عن شهر به ، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت.
(قلت) : ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به ، وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون وقوله تعالى : (أَوْ يَزِيدُونَ) قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عنه : بل يزيدون وكانوا مائة وثلاثين ألفا وعنه مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا وعنه مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا والله أعلم ، وقال سعيد بن جبير يزيدون سبعين ألفا.
وقال مكحول كانوا مائة ألف وعشرة آلاف رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جرير (٤) حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت زهيرا يحدث عمن سمع أبا العالية يقول حدثني أبي بن كعب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال يزيدون عشرين ألفا.
ورواه الترمذي عن علي بن حجر عن الوليد بن مسلم عن زهير عن رجل عن أبي العالية عن أبي بن كعب به وقال غريب. ورواه ابن أبي حاتم من حديث زهير به. قال ابن جرير (٥) : وكان
__________________
(١) تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٠.
(٢) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ٤ ، ٢٥ ، ٣٥ ـ ٣٧ ، والترمذي في الأطعمة باب ٤١ ، والدارمي في الأطعمة باب ١٩ ، ومالك في النكاح حديث ٥١.
(٣) تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٢.
(٤) تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٢.
(٥) تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٢.