عاصم ، حدثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : هو الرجل الذي يلم بالفاحشة ثم يتوب وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
إن تغفر اللهم تغفر جما |
|
وأي عبد لك ما ألما؟ |
وهكذا رواه الترمذي عن أحمد بن عثمان أبي عثمان البصري عن أبي عاصم النبيل ثم قال : هذا حديث صحيح حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق ، وكذا قال البزار : لا نعلمه يروى متصلا إلا من هذا الوجه ، وساقه ابن أبي حاتم والبغوي من حديث أبي عاصم النبيل ، وإنما ذكره البغوي في تفسير سورة تنزيل ، وفي صحته مرفوعا نظر.
ثم قال ابن جرير (١) : حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أراه رفعه في : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : اللمم من الزنا ثم يتوب ولا يعود. واللمم من السرقة ثم يتوب ولا يعود ، واللمم من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود ، قال : فذلك الإلمام ، وحدثنا ابن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : اللمم من الزنا أو السرقة أو شرب الخمر ثم لا يعود إليه.
وحدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية عن أبي رجاء عن الحسن في قول الله : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقولون : هو الرجل يصيب اللمة من الزنا واللمة من شرب الخمر فيجتنبها ويتوب منها. وقال ابن جرير (٢) عن عطاء عن ابن عباس (إِلَّا اللَّمَمَ) يلم بها في الحين قلت : الزنا؟ قال : الزنا ثم يتوب. وقال ابن جرير أيضا : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: اللمم ، الذي يلم المرة. وقال السدي : قال أبو صالح سئلت عن اللمم فقلت : هو الرجل يصيب الذنب ثم يتوب ، وأخبرت بذلك ابن عباس فقال : لقد أعانك عليها ملك كريم ، حكاه البغوي.
وروى ابن جرير من طريق المثنى بن الصباح ـ وهو ضعيف ـ عن عمرو بن شعيب أن عبد الله بن عمرو قال : اللمم ما دون الشرك ، وقال سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن عطاء عن ابن الزبير (إِلَّا اللَّمَمَ) قال : ما بين الحدين حد الدنيا وعذاب الآخرة ، وكذا رواه شعبة عن الحكم عن ابن عباس مثله سواء. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : (إِلَّا اللَّمَمَ) كل شيء بين الحدين حد الدنيا وحد الآخرة ، تكفره الصلوات فهو اللمم ، وهو دون كل موجب ، فأما
__________________
(١) تفسير الطبري ١١ / ٥٢٧.
(٢) تفسير الطبري ١١ / ٥٢٧ ، ٥٢٨.