قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما |
|
الافْعُوانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا |
* قال الفارسى* الافْعَى مُؤنَّثة يقال رَمَاه اللهُ بافْعَى حارِيَةٍ ـ أى نَقَص جِسْمُها وصَغُر قال الشاعر
* حارِيَة قدْ صَغُرَتْ من الكِبَرْ*
وقد استُعْمِلتِ اسمًا ووَصْفا فمن جَعَلها وَصْفا لم بَصْرِف كما لا يَصْرِف أحمَرَ ومن جعلها اسمًا صَرَف كما يَصْرِف أرْنَباً وأفْكَلاً* قال* والأسَدُ يقَع على المذكَّر والمؤنَّث يقال أسَدٌ ذكَرٌ وأسَدٌ أُنثَى ورُبَّما أدخَلُوا الهاءَ فقالوا أسَدٌ وأسَدةٌ ويقال للأنثى اللَّبُؤَة وفيها أربعةُ أوجُه اللَّبُؤَة بضم الباء مع الهمزة واللَّبْأة على وَزْن الَحْمأة واللَّبَة على ترك الهَمْزة كما تقول فى الحَمْأه اذا تركتَ همزَها حَمَة واللَّبَاة على مِثال الكَمَاة والمَراة وهى قليلة عند سيبويه* وقال الفارسى* فى التذكِرَة كأنهم يتَوهَّمُون الحركةَ الواقِعةَ على الهمزة واقِعةً على الحَرْف الذى قبلَها فكأنها همزةٌ مسَكَّنة قبلها فتْحة واذا أريد تخفيفُ الهمزةِ التى هذه صورَتُها كان تخفيفُها هكذا ألا تَراهم قالوا كاسٌ وراسٌ فكذلك لَبْأة كأنها لَبَأْة ونظير ذلك همزُهُم مُؤْسَى* قال* وزعم أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يزيدَ أنَّ أبا حَيَّةَ النُّمَيْرِىَّ كان يَهمِز كلَّ واو ساكنةٍ قبلها ضَمَّة وذلك أنَّ الواوَ المضمومةَ تُهمَزُ باطِّراد فتُتَوَهَّم الضمةُ التى قبْل الواوِ واقِعةً على الواو وعلى هذا قرأ بعضهم «فاسْتَغْلَظ فاستَوَى على سُؤْقِه» «وعادًا اللُّؤْلَى» أدغم* قال* وكان أبو حَيَّة النميرىُّ ينشد
* لَحُبَّ المُؤْقِدانِ إلَىَّ مُؤْسَى*
على ما ذكرناه وعلى هذا يُرَى الهمزُ فى يُؤْمِن بعْدَ اعتِقاد القَلْب البدَلِىِّ فهذا شئٌ عَرَض ثم نعُود الى غرضِنا المَغْزُوِّ فى هذا الباب ويقال لَبْوة ولِبْوة ولا أدرى أثَبْت هى أمْ لا فمن قال لَبُؤة قال فى الجمع لَبُؤَات ومن قال لَبُوَة قال فى الجميع لَبُوَات ومن قال لَبْأة قال فى الجمع لَبَأت* وقال فى التذكرة* أُرَى لَبْأة مخفَّفة من لَبُؤَة على حَدِّ عَضُد وعَضْد وحكى فيه أنه يُجْمَع اللَّبُؤة على اللَّبُؤ* قال* ونظيرهُ ما حكاه سيبويه من قولهم ثَمَرة وثَمَر وسَمُرة وسَمُر* قال* ومما يدلُّ أنَّ لَبْأة أصلُها لَبُؤة قولهم «أخَذَه أخْذَ سَبْعةٍ» قال فسَبْعة هنا مخفَّفة من سَبُعة واللَّبُؤة أنْزَق من