القولِ أن هذه التنوينةَ فى الأصواتِ إنما تَثْبُت عَلَما للتنْكِيرِ وتُحذَف علمَا للتَّعرِيف كقولك غاقٍ وغاقِ وإيهٍ وإيهِ ونحو ذلك فجائز أن يكونَ المُرادُ بهَيْهاتٍ اذا نُوِّن التنْكِير وقيل إنه اذا نُوِّن أيضاً كان مَعْرِفة كما كان قَبْل التنْوينِ كذلك وذلك أنَّ التَّنْوينَ فى مُسْلِمات ونحوِه نظيرُ النُّون فى مُسلِمِينَ فهذا اذا ثبَتَ لم يَدُلَّ على التنكِيرِ كما يَدلُّ عليه فى غاقٍ لأنه بمنزلة ما لا يَدُلُّ على تَنْكِير ولا تَعْرِيف وهو النُّون فى مُسلِمينَ فهو على تعرِيفِه الذى كان عليه قَبْلَ دُخُول التنوينِ اذا ليس التنْوِينُ فيه كالذى فى غاقٍ* قال أبو العباس* فى هذا الوجه هو قولٌ قَوِىٌّ* فأمَّا (لاتَ حِينَ مَناصٍ) فزعَم سيبويه أن التاءَ فيها منقطِعة من حِينَ وكان أبو عبيد يقُول التاءُ متَّصِلة بحاءِ حِينَ ويقول الوَقْفُ ولَا الابتداءُ تَحِينَ مَنَاصٍ ويحتَجُّ بأن المعْرُوفَ فى كلام العرب لَا ولا يُعْرَف فيه لاتَ وزعَم أن العرَب تَزيدُ التاءَ مع الحين والآن والأَوَان ومن ذلك قول أبى وَجْزةَ السَّعْدِىِ
العاطِفُونُ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ |
|
والمُطْعِمُونَ زَمانَ أيْنَ المُطْعِمُ |
وأنشد الأحمر
نَوِّلِينِى قُبَيْلَ بَيْنِى جُمَانَا |
|
وصِلِينِى كما زَعْمتِ تَلَانا |
وقال أبو زُبَيْد الطائِىُ
طَلَبُوا صُلْحَنَا ولا تَأَوَانٍ |
|
فَاجَبْنَا أنْ ليْسَ حِينَ بَقاء |
وههُنا ردٌّ على أبى عبيد يطُولُ الكتابُ به فلذلك آثرت تركَهُ* قال أبو اسحق* الوَقْف على لاتَ بالتاء والكِسَائىُّ يقِف بالهاء يجعلها هاءَ تأنيثٍ وحقيقةُ الوقفِ بالتاءِ وهذه التاء نظِيرةُ التاء فى الفِعْل نحو ذهبَتْ وجلسَتْ ورأيت زيدا ثُمَّتَ عَمْرا فهؤلاء الأحْرُف بمنزلة تاء الأفْعال لان التاء فى الموضعَيْن دخَلَتْ على ما لا يُعْرَف ولا هو من طريق الأسماءِ فان قال قائلٌ نجعَلُها بمنْزِلة كان من الامر ذَيْتَ وذَيْتَ قيل فهذه هاءٌ فى الوَقْف* قال الفارسىُّ* ليس للعِرْفان والجَهالةِ فى قَلْب هذه التاءِ هاءً فى الوَقْف ولا لتَرْكها تاءً مَذهَبٌ ولكن يَدُل على أن الوَقْف على هذا ينبغى أن يكون بالتاء أنَّه لا خِلَاف فى أن الوقْفَ على الفِعْل بالتاءِ فاذا كان الوَقْف فى التى فى الفِعْل بالتاءِ ووقَعتِ المُنازَعةُ فى الحَرْف وجبَ أن يُنْظَر فيُلْحقَ بالقَبِيل الذى هو أشْبَهُ به