ثم إذا قربت الشمس جدا يرى الضوء معترضا ، وهو الصبح الصادق ، ثمّ يرى محمرّا. والشفق بعكس الصبح ، يبدو محمرا ثمّ مبيضّا معترضا ، ثمّ مرتفعا مستطيلا ، فسبحان فالق الإصباح ، وجاعل الليل سكنا ، والشمس والقمر حسبانا (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(١).
فصل
القمر كوكب كمد صقيل ، بين السواد والزرقة ، يستضيء أكثر من نصفه بالشمس دائما ؛ لكبرها وصغره ، وتختلف أوضاعه بالقرب والبعد عنها ، ففي الاجتماع وجهه المظلم إلينا والمضي إليها ، وهو المحاق ، وإذا بعد عنها يسيرا رأينا منه قليلا ، وهو الهلال ، ويزداد بزيادة البعد إلى المقابلة ، فيصير تمام وجهه المضيء إلينا ، وهو البدر ، ثمّ يتناقص المتقارب فيؤول إلى المحاق ، وهكذا ، فإذا اجتمع بها عند منطقة حركتها حال بيننا وبينها ، فسترها كلا أو بعضا ، وهو الكسوف ، وإذا استقبلها كذلك حالت الأرض بينهما ، ووقع كله أو بعضه داخل مخروط ظلها ، وهو الخسوف.
وأمّا المحو في وجه القمر فله وجوه مشهورة ، لا سبيل إلى الجزم بشيء منها.
__________________
(١) ـ سورة الأنعام ، الآية ٩٦.