الأحوال ، كما أنه يجب تساوي أبعاد مركزه عن مركزه في جميع الأحوال ، وتساوي الزوايا الحادثة بحركته حول مركز الحامل في الأزمنة المتساوية.
وفي السفليين إشكالان آخران :
أحدهما : عدم ثبات ميل منطقة حاملهما عن الممثّل ، بل يقرب منها تارة ، ويبعد عنها أخرى ، ويستلزم ذلك عدم إتمام الدورة لهما ، ومثل هذا الإشكال وارد في منطقتي المعدل والبروج ؛ لأنهم وجدوا الميل الكلي في الأزمنة المختلفة مختلفا.
والثاني : عدم ثبات قطر تدويرهما المار بالبعدين الأوسطين المقاطع للقطر الأوّل ، على قوائم في سطح حاملهما ، مع وجوب ذلك.
وقد حلّ بعض هذه الإشكالات جماعة من المتأخّرين ، شكر الله سعيهم ، بوجوه مبسوطة من أرادها فليطلب من كتبهم المصنّفة في ذلك.
وللسبعة تعديلات تقتضيها اختلافاتها الّتي توجبها حركات الحوامل والتداوير ، طوينا ذكرها اقتصارا على المهمّات ، واكتفاء عما هو من قبيل المتفرّعات على الأصول الهاديات ، فسبحان من أمسك السماوات من أن تمور في خرق الهواء بائدة ، وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره ، وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها ، وقمرها آية ممحوّة من ليلها ، وأجراهما من مناقل مجراهما ، وقدّر مسيرهما في مدارج درجهما ، ليميّز بين الليل والنهار بهما ، وليعلم عدد السنين والحساب ، بمقاديرهما ، ثمّ علّق في جوّها فلكا ، وناط بها زينتها من خفيّات دراريها ، ومصابيح كواكبها ، ورمى مسترقي الشمس بثواقب شهبها وأجراها على إذلال تسخيرها من ثبات ثابتها ، وسير سائرها ، وهبوطها وصعودها ، ونحوسها وسعودها.