متوفّرة على قوّة واحدة ، فيقوى تأثيرها ، ولا يصد بعضها بعضا ، فيصحّ صدور الفعل عنها بالتمام ، فلهذا تؤثّر فينا ، ولا نؤثر فيها.
وصل
روى في الكافي بإسناده عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنه سئل عن النجوم : أحقّ هي؟ فقال : نعم (١).
وإنه سئل أيضا عن النجوم ، فقال : ما يعلمها إلّا أهل بيت من العرب ، وأهل بيت بالهند (٢).
وقال في حديث آخر ساقه في ذلك : إنه أصل الحساب حقّ ، لكن لا يعلم بذلك إلّا من علم مواليد الخلق كلهم (٣).
وقال له عبد الرحمن بن سيابة : جعلت فداك ، الناس يقولون : إن النجوم لا يحلّ النظر فيها ، وهي تعجبني ، فإن كانت تضرّ بديني فلا حاجة لي في شيء يضرّ بديني ، وإن كانت لا تضرّ بديني فو الله إني لأشتهيها وأشتهي النظر فيها ، فقال : ليس كما يقولون ، لا تضرّ بدينك ، ثمّ قال : إنّكم تنظرون في شيء منها كثيره لا يدرك ، وقليله لا ينتفع به ، تحسبون على طالع القمر ، ثمّ قال : أتدري كم بين المشتري والزهرة من دقيقة؟ قلت : لا ، والله ، قال : أفتدري كم بين الزهرة والقمر من دقيقة؟ قلت : لا ، قال : أفتدري كم بين السنبلة والشمس من دقيقة؟ قلت : لا ،
__________________
(١) ـ الكافي : ٨ : ٣٣٠ ، ح ٥٠٧.
(٢) ـ الكافي : ٨ : ٣٣٠ ، ح ٥٠٨ ، وفيه «من الهند» بدل «بالهند».
(٣) ـ الكافي : ٨ : ٣٥١ ، ذيل الحديث ٥٤٩.