الضحك والبكاء فيه بل الجميع حق.
فصل
ومن ذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً (١٢)) [الرعد] ورؤية البرق أمر واقع بإحساسهم ، فالإراءة فعله ، والرؤية فعلنا ، ولا يقال : إراءة البرق خلقه ، فإن خلقه لا يسمى إراءة ، ولا يستلزم رؤيتنا له ، بل إراءتنا له جعلنا نراه ، وذلك فعله سبحانه. ومن ذلك قول الخضر لموسى : (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما (٨٢)) [الكهف] فبلوغ الأشدّ ليس من فعلهما واستخراج الكنز من أفعالهما الاختيارية ، وقد أخبر أن كليهما بإرادته سبحانه ، ومن ذلك قوله تعالى عن السحرة : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ (١٠٢)) [البقرة] وليس إذنه هاهنا أمره وشرعه ، بل قضاؤه وقدره ومشيئته ، فهو إذا كوني قدري ، لا دينيّ أمري.
فصل
ومن ذلك قوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها (٢٦)) [الفتح].
وكلمة التقوى هي الكلمة التي يتّقى الله بها ، وأعلى أنواع هذه الكلمة هي قول لا إله إلا الله ، ثم كل كلمة يتقى الله بها بعدها فهي من كلمة التقوى ، وقد أخبر سبحانه أنه ألزمها عباده المؤمنين ، فجعلها لازمة لهم ، لا ينفكّون