سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (١) ، فالجبار اسم من أسماء التعظيم ، كالمتكبر والملك والعظيم والقهار.
قال ابن عباس ، في قوله تعالى الجبار المتكبر : هو العظيم. وجبروت الله : عظمته ، والجبار من أسماء الملوك ، والجبر الملك ، والجبابرة الملوك. قال الشاعر :
وأنعم صباحا أيها الجبر |
أي : أيها الملك.
وقال السدي : هو الذي يجبر الناس ، ويقهرهم على ما يريد ، وعلى هذا فالجبار معناه القهّار ، وقال محمد بن كعب : إنما سمّي الجبار لأنه جبر الخلق على ما أراد ، والخلق أدق شأنا من أن يعصوا ربهم طرفة عين إلا بمشيئته.
قال الزجاج : الجبار الذي جبر الخلق على ما أراد.
وقال ابن الأنباري : الجبار في صفة الرب سبحانه الذي لا ينال ، ومنه قولهم : نخلة جبارة إذا فاتت يد المتناول.
فالجبار في صفة الرب سبحانه ترجع إلى ثلاثة معان : الملك ، والقهر ، والعلو. فإن النخلة إذا طالت وارتفعت وفاتت الأيدي ، سميت جبارة. ولهذا جعل سبحانه اسمه الجبار مقرونا بالعزيز والمتكبر ، وكل واحد من هذه الأسماء الثلاثة تضمّن الاسمين الآخرين ، وهذه الأسماء الثلاثة وهي الخالق البارئ المصور ، فالجبار المتكبر يجريان مجرى التفصيل لمعنى اسم
__________________
(١) صحيح. رواه أبو داود (٨٧٣) وغيره عن عوف بن مالك الأشجعي.