فالجواب بعد أن نقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، بل في تحقيق هذه الكلمات الجواب الشافي. (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٩١)) [آل عمران] ، (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (١٦)) [الأنبياء] ، (ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ (٣٩)) [الدخان] ، (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧)) [ص].
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦)) [المؤمنون] ، (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (١٢)) [الطلاق] ، (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٩٧)) [المائدة]. (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (٨٨)) [النمل] ، و (أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (٧)) [السجدة] ، (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ (٣)) [الملك] ، بل هو في غاية التناسب ، واقع على أكمل الوجوه وأقربها إلى حصول الغايات المحمودة والحكم والمطلوبة ، فلم يكن تحصيل ذلك الحكم والغايات التي انفرد الله سبحانه بعلمها على التفصيل ، وأطلع من شاء من عباده على أيسر اليسير منها إلا بهذه الأسباب والبدايات ، وقد سأله الملائكة المقرّبون عن جنس هذه الأسئلة وأصلها ، فقال : إني أعلم ما لا تعلمون ، وأقرّوا له بكمال العلم والحكمة ، وأنه في جميع أفعاله على صراط مستقيم ، وقالوا : سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، ولمّا ظهر لهم بعض حكمته فيما سألوا عنه ، وأنهم لم يكونوا يعلمون قال (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣)) [البقرة].