موصوفا بصفات الكمال والجلال (١)] فهذا بناء على مقدمتين : إحداهما : كونه تعالى موصوفا بصفات الجلال والكمال. [والثانية : أنه تعالى عالم بهذه الأحوال. أما عن صفات الجلال والكمال (٢)] فالأمر فيه ظاهر ، لأن أعظم صفات الكمال والجلال ، وجوب الوجود في الذات وفي الصفات ، وكمال العلم وكمال القدرة وكمال الفردانية في هذه الصفات. وكل ذلك حاصل في حق الله تعالى. وأمّا أنه تعالى عالم [بهذه الأحوال فلأنه تعالى لما ثبت. أنه عالم (٣)] بذاته وبجميع صفاته ، وجب كونه عالما بهذه الأحوال. وأما أن كونه عالما بكونه موصوفا بصفات الكمال والجلال ، يوجب الابتهاج واللذة والسرور ، فالاستقراء يدل عليه ، لأنا متى علمنا من أنفسنا هذه الأحوال ، حصل أنواع من البهجة والفرح والسرور. فإذا كانت الكمالات في حق الله تعالى لا نسبة لها إلى كمالات البشر ، وعلم الله لا نسبة له إلى علم البشر في القوة والظهور ، وجب القطع بأنه لا نسبة لتلك البهجة والفرح إلى ما يحصل للبشر من هذا النوع. [فهذا تمام الكلام في هذا الباب (٤)] ولقائل أن يقول : كمالاتنا مخالفة بالماهية ، لكمالات الله تعالى فوجب أن يكون علمنا بكمالاتنا ، مخالفا لعلم الله تعالى بكمالات النفس ، ولا يلزم من ثبوت حكم ما في ماهية ثبوت مثل ذلك الحكم فيما يخالف تلك الماهية [فهذا محصول الكلام في هذا الباب (٥)]
__________________
(١) من (و).
(٢) زيادة.
(٣) من (و).
(٤) من (و).
(٥) من (و).